ذات الثوب الأبيض
مهلا .. فإن ذات الثوب الأبيض ليست هي إمرأة في خيالي كنت احبها و تحبني و يحب ناقتها بعيري ، إنما هي رمز لتلك ( المرأة العاملة ) في ديم جابر .
……
و لا اراني سوف اكتب عنها بإعتبارها ( إبنة الحي ) بل — فتاة السودان — الذي طالما قد تغنى لنهضة بناته كما جاء في أغنية عائشة الفلاتية لعبيد عبدالنور : —
إنتي قصدك إيه
يا فتاة النيل
إنتي قصدك إيه
قصدي الحياة العصرية
في بلدة سودانية
رقة و ادب و فنون
و زوق و إحتشام يا حنون
و مثلما تغنى لها كذلك احمد المصطفى من كلمات الشاعر عقيد توجيه معنوي صديق مدثر : —
يا فتاة الوطن
يا خير البلاد
انيري الوطن
بنور الرشاد
و كما ترنم لها جميلا عبدالكريم الكابلي من كلماته و الحانه في انشودة ( فتاة اليوم و ام الغد ) و ذلك حيث يقول :—
أي صوت
زار بالأمس خيالي
طاف بالقلب و غنى للكمال
و ازاع الطهر
في دنيا الجمال
و اشاع النور
في سود الليالي
…..
إنه صوتي انا
زاده العلم سنا
إنه صوتي انا
إبنة النور انا
أ .. و تدري من انا
انا ام الغد أسباب الهنا
انا من دنياكمو احلى المنى
——-
فمن لدن جيل الداية المبجلة عزيزة عباس و زينب مدني مرورا بالقابلات الأخريات العز و رقية و صفية محمد حامد ، و من عهد المدرسات السابقات مثل ست حليوة و بخيتة مكي و قدامى الموظفات كرقية عبدالفراج بشركة الأقطان و إحسان مكي بالبوستة و فتحية صباح بشركة ( جلاتلي ) و فاطمة إسماعيل ( بيضاء ) بشل فمصنع الزيوت و طيبة علي عبدالنبي بالجمارك و مكة عبدالفراج بالشئون الدينية و حواية قدوسو العاملة بمصنع الزراير و نفيسة والدة المرحوم عصام المجندة بشرطة السجون و [ الفراشات ] بالمستشفى فاطمة عبدالله و نعمة إبراهيم .
——–
اجل .. فمنذ جيل الرائدات ذاك ظلت ( حواء الديمجابرية ) هي الولود الودود التي لم تقل يوما كيف ألد و انا عجوز و هذا بعلي شيخا ، فأنجبت و ما برحت المعلمات و الطبيبات و المهندسات و المحاسبات و المحاميات و الشرطيات و الموظفات و غيرهن في مهن كثيرة كما سوف يأتي :—-
…….
فمنهن من آثرن العمل بالتدريس مثل نجلاء ميرغني و إزدهار إبراهيم صباح و مريم ابكر و فاطمة بشارة و إمتثال عيسى ابو طالب و آمال خليل و حنان مصطفى عبدالفراج و إسراء محمد ضيف الله و رحاب عثمان سعيد و نوال علي هوفي و هبة و هيام قيس على خطى والدتهن [ ست هجرة ] و إلهام احمد عبدالمجيد و نجوى عوض و ليلى الحاج و تومة جاد كريم و الاختان حسينة و تومة و رقية حمزة و منى إبراهيم و إيمان عوض هوفي و إحسان مدني …و في رياض الاطفال فاطمة علي التوم و فاطمة قسم السيد و اسماء علي موسى و المديرة القديرة نفيسة عبدالوهاب ، فيا ليتني اقف لهن و اوفيهن التبجيلا فقد كاد المعلم ان يكون رسولا .
…….
إنها ( حواء الديمجابرية ) كانها ما تبرح تقدح في ( ( مصباح علاء الدين السحري ) او تستخدم كلمة السر ( افتح يا سمسم ) كما في إحدى حكايات ( ألف ليلة و ليلة ) فتفتح لها ابواب المهن المختلفة فتدخل منها بناتنا من ابواب متفرقة : — اميمة محمد إدريس و ليلى محمد علي بالمطار و مروة شنقراي و هالة قيس و بيداء رجب مهندسات و في الثقافة و الإعلام سعاد الحسين و ليلى جعفر بالمؤسسة العامة للبترول و في البنوك و الشركات و المنظمات و الإتصالات فاطمة حسن و عزيزة قسم السيد و جواهر شيخ بشير و ليلى وهاجر عبدالوهاب ، و ناهد محمد ابكر صومالي و إخلاص موسى و زينب عبود و حوة بحر و جواهر محمد نور و مريم مصطفى عبدالفراج بالجوازات… و. هادية عبدالوهاب بالجمارك …. و خديجة قيس صباح الخير نقيب شرطة و كذا كانت عيشة سعدالله شقيقة عثمان محمد سعدالله الجاك اول الدفعة [ ٤ ] الأكاديمية البحرية السودانية.
……..
و في المحاماة ( المولانات ) الفاضلات زكية إدريس و هبة مجذوب فتح الرحمن و زينب أدريس عبدالرضي و آمال بنت سلوى الجابري اخت حياة الطبيبة البيطرية … و بالمحكمة إبتسام قسم السيد.. و في هيئة الموانئ البحرية نائلة موسى و خديجة بشارة و علوية محمد خير و شادية و نعمات محمد فضل و بهيجة احمد الفكي
……..
و اما فاطمة إبراهيم عمر و تيسير
حسن و منى عثمان خضر و مدينة مجذوب فتح الرحمن طبيبات و ستنا اري و نفيسة محمد و عائشة عثمان و مريم زكريا و علوية اخت وراقية و خديجة ابكر بنت حوة مليم ممرضات … و نفيسة اخت عثمان جوكس بالقومسيون الطبي و سهام حسن العبادي في الإحصاء .. و دكتور إنتصار إدريس دكتوراه في الكيمياء الحيوية
——-
و في المديرية فتحية إسماعيل الأمين و نوال عبدالمجيد و لكن قبلهن كانت عائشة هندوسة هذه التي ادخلت ديم جابر ( التاريخ الغنائي السوداني ) حيث كانت خامس إمرأة من بورتسودان تكون ملهمة لإحدى الاغنيات المشهورة على المستوى القومي، فقديما و في إحدى السفريات بالطائرة المتجهة من الخرطوم إلى بورتسودان تصادف ان جلس في المقعد المجاور لها الشاعر عثمان خالد الذي اعجبه حسنها الذي لم يستطع معه صبرا فحاول التودد إليها بتحيتها و التحدث إليها و سؤالها عن إسمها و ( هل ممكن نتعارف ) ؟!!! و هي عنه تلهى و لا تجيبه بسوى كلمة [ لا ] حتى لا تخضع له بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و هو إمرؤ شاعر و الشعراء في كل واد يهيمون ، فأنشأ فيها من ساعته القصيدة التي تغنى بها عبدالعزيز المبارك :—
بتقولي لا
لقليب عليك يقطر حنان
و يذوب وله
بتقولي لا لقليب رهيف
ما اظنه لا .. لا بيحمله
بتقولي لا
يا بهجة .. يا غالية
يا ست القلوب .. يا مذهلة
——-
و كانت الملهمات البورسودانيات الاخريات هن ( فتحية ….. ) من ديم طردونا و الهوى الاول لصالح الضي و ملهمة اغياته الاولى من كلماته و الحانه ( يا جميل يا حلو ) و ( الدنيا الجميلة جماله وهم ) …. هذا و ثم [ امونة .ع ] من ديم كوريا من كتب فيها الشاعر الكهل محمد الحسن السنجك اغنية ( يا الغرامك لجسمي ناحل يا المضمر مفدوع و كاحل ) التي تغنى بها اولا عوض الجاك ثم خوجلي عثمان ، و لا ضير إن كانت في عمر بناته كما يقول ابو داؤد في اغنيته لعبدالمنعم عبدالحي ( الغرام ما بخير .. بين كبير و صغير .. من زمان الحب امره فينا يحير ) !!! .. و في حي الشاطئ كانت فاطمة محمد رشاد من نظم فيها مصطفى سند الذي اصبح بعلها و والد إبنتها اميمة ، اغنية صلاح مصطفى :–
اكتب لي يا غالي الحروف
و احكي لي ياما
الدنيا نوره و فرحته
صارت بلاك غيمة شتا
و ( رقية م. ج ) من ديم سواكن قيلت فيها اغنية ( يا ظبية الثغر الاديبة .. زوق و ادب و جمال و طيبة ) ، الرحمة و المغفرة لمن قضين نحبهن منهن و لكل ذات ثوب ابيض رحلت من حينا إلى الدار الآخرة
——
و بورتسودان مدينتي لم ترفد الخرطوم بمثل تلك الاغنيات المجمهرات فحسب بل بمبدعين اخر في عالم الكفر و الوتر و الغناء و الرسم و الشعر و الصحافة و التمثيل مثل عازف الكمان محمدية و مصطفى حاج جمعة الذي سجل للإزاعة مقطوعتيه ( القافلة ) و ( امنوتة ) و الرسامين ابو الحسن مدني و عادل كبيدة … و ايضا كذلك كالفنان عبدالكريم الكابلي و حيدر و عادل مسلم و الممثل المسرحي احمد البكري و الكوميديان محمد عثمان شلة و الصحفي لواء دكتور محمود قلندر رئيس سابق لتحرير صحيفة ( القوات المسلحة ) و فيصل محمد صالح وزير الثقافة و الإعلام السابق و علي مختار محرر الصفحة الادبية في مجلة الإزاعة و شادية حامد و خلود كبيدة و الصحفي المشاكس سيداحمد نقدالله الذي كان رئيسه في جريدة ( الرأي العام ) إسماعيل العتباني يقول عنه ( روضت اكثر شاب متوحش في افريقيا ) !!
…..
و لعيبة كرة القدم مثل : — عبدالله اوهاج و حجو علي حسين و طاهر حسيب و بكري حسن و محمد مصطفى الإسيد و عبدالرحمن كوبري و اسامة إدريس شيتة و محمد عبدالقيوم ابو شامة و فاروق جبرة و نجم الدين ابو حشيش و المدرب القومي والخبير الرياضي محمد الحسن عبدالرحيم ( حسون ) و من الرعيل الاول في بكور الستينات مدافع الشبيبة حسنين جمعة ، و كل اولئك اللعيبة لعبوا للهلال او المريخ بإستثناء صلاح جنيدابي الذي تسجل لفريق الزهرة بامدرمان.
….
و من الروافد البورسودانية التي صبت في نهر الإبداع العاصمي الشعراء مثل حسين بازرعة و ضرار صالح ضرار و قصيدته الرائية الجميلة في المدرسة الاولية التي كم حركت فينا احساس الفرح و الحبور و نحن صغار : —–
يا كنارا
قد تغنى في القفار
ينشد الالحان آناء النهار
في حقول القطن زاهي الأخضرار…
و دكتور عبدالله محمد سليمان بدر من حي الجنائن ( النواره باين ) ترعرع بين ( همس السنبل و خرير الجدول ) ، اي بين الخضرة و الماء — مهد الإلهام الازلي — و هو مؤلف اغنية الطيب عبدالله :—
عود لينا
يا ليل الفرح
داوي القليب الإنجرح
خليهو يفرح مرة يوم
طول عمره ناسيه الفرح