رأي

شخصيات من ديم جابر ( ٢٥ )

بقلم : محمود دليل

ذات الثوب الأبيض

مهلا .. فإن ذات الثوب الأبيض ليست هي إمرأة في خيالي كنت احبها و تحبني و يحب ناقتها بعيري ، إنما هي رمز لتلك ( المرأة العاملة ) في ديم جابر .
……
و لا اراني سوف اكتب عنها بإعتبارها ( إبنة الحي ) بل — فتاة السودان — الذي طالما قد تغنى لنهضة بناته كما جاء في أغنية عائشة الفلاتية لعبيد عبدالنور : —
إنتي قصدك إيه
يا فتاة النيل
إنتي قصدك إيه
قصدي الحياة العصرية
في بلدة سودانية
رقة و ادب و فنون
و زوق و إحتشام يا حنون
و مثلما تغنى لها كذلك احمد المصطفى من كلمات الشاعر عقيد توجيه معنوي صديق مدثر : —
يا فتاة الوطن
يا خير البلاد
انيري الوطن
بنور الرشاد
و كما ترنم لها جميلا عبدالكريم الكابلي من كلماته و الحانه في انشودة ( فتاة اليوم و ام الغد ) و ذلك حيث يقول :—
أي صوت
زار بالأمس خيالي
طاف بالقلب و غنى للكمال
و ازاع الطهر
في دنيا الجمال
و اشاع النور
في سود الليالي
…..
إنه صوتي انا
زاده العلم سنا
إنه صوتي انا
إبنة النور انا
أ .. و تدري من انا
انا ام الغد أسباب الهنا
انا من دنياكمو احلى المنى
——-
فمن لدن جيل الداية المبجلة عزيزة عباس و زينب مدني مرورا بالقابلات الأخريات العز و رقية و صفية محمد حامد ، و من عهد المدرسات السابقات مثل ست حليوة و بخيتة مكي و قدامى الموظفات كرقية عبدالفراج بشركة الأقطان و إحسان مكي بالبوستة و فتحية صباح بشركة ( جلاتلي ) و فاطمة إسماعيل ( بيضاء ) بشل فمصنع الزيوت و طيبة علي عبدالنبي بالجمارك و مكة عبدالفراج بالشئون الدينية و حواية قدوسو العاملة بمصنع الزراير و نفيسة والدة المرحوم عصام المجندة بشرطة السجون و [ الفراشات ] بالمستشفى فاطمة عبدالله و نعمة إبراهيم .
——–
اجل .. فمنذ جيل الرائدات ذاك ظلت ( حواء الديمجابرية ) هي الولود الودود التي لم تقل يوما كيف ألد و انا عجوز و هذا بعلي شيخا ، فأنجبت و ما برحت المعلمات و الطبيبات و المهندسات و المحاسبات و المحاميات و الشرطيات و الموظفات و غيرهن في مهن كثيرة كما سوف يأتي :—-
…….
فمنهن من آثرن العمل بالتدريس مثل نجلاء ميرغني و إزدهار إبراهيم صباح و مريم ابكر و فاطمة بشارة و إمتثال عيسى ابو طالب و آمال خليل و حنان مصطفى عبدالفراج و إسراء محمد ضيف الله و رحاب عثمان سعيد و نوال علي هوفي و هبة و هيام قيس على خطى والدتهن [ ست هجرة ] و إلهام احمد عبدالمجيد و نجوى عوض و ليلى الحاج و تومة جاد كريم و الاختان حسينة و تومة و رقية حمزة و منى إبراهيم و إيمان عوض هوفي و إحسان مدني …و في رياض الاطفال فاطمة علي التوم و فاطمة قسم السيد و اسماء علي موسى و المديرة القديرة نفيسة عبدالوهاب ، فيا ليتني اقف لهن و اوفيهن التبجيلا فقد كاد المعلم ان يكون رسولا .
…….
إنها ( حواء الديمجابرية ) كانها ما تبرح تقدح في ( ( مصباح علاء الدين السحري ) او تستخدم كلمة السر ( افتح يا سمسم ) كما في إحدى حكايات ( ألف ليلة و ليلة ) فتفتح لها ابواب المهن المختلفة فتدخل منها بناتنا من ابواب متفرقة : — اميمة محمد إدريس و ليلى محمد علي بالمطار و مروة شنقراي و هالة قيس و بيداء رجب مهندسات و في الثقافة و الإعلام سعاد الحسين و ليلى جعفر بالمؤسسة العامة للبترول و في البنوك و الشركات و المنظمات و الإتصالات فاطمة حسن و عزيزة قسم السيد و جواهر شيخ بشير و ليلى وهاجر عبدالوهاب ، و ناهد محمد ابكر صومالي و إخلاص موسى و زينب عبود و حوة بحر و جواهر محمد نور و مريم مصطفى عبدالفراج بالجوازات… و. هادية عبدالوهاب بالجمارك …. و خديجة قيس صباح الخير نقيب شرطة و كذا كانت عيشة سعدالله شقيقة عثمان محمد سعدالله الجاك اول الدفعة [ ٤ ] الأكاديمية البحرية السودانية.
……..
و في المحاماة ( المولانات ) الفاضلات زكية إدريس و هبة مجذوب فتح الرحمن و زينب أدريس عبدالرضي و آمال بنت سلوى الجابري اخت حياة الطبيبة البيطرية … و بالمحكمة إبتسام قسم السيد.. و في هيئة الموانئ البحرية نائلة موسى و خديجة بشارة و علوية محمد خير و شادية و نعمات محمد فضل و بهيجة احمد الفكي
……..
و اما فاطمة إبراهيم عمر و تيسير
حسن و منى عثمان خضر و مدينة مجذوب فتح الرحمن طبيبات و ستنا اري و نفيسة محمد و عائشة عثمان و مريم زكريا و علوية اخت وراقية و خديجة ابكر بنت حوة مليم ممرضات … و نفيسة اخت عثمان جوكس بالقومسيون الطبي و سهام حسن العبادي في الإحصاء .. و دكتور إنتصار إدريس دكتوراه في الكيمياء الحيوية
——-
و في المديرية فتحية إسماعيل الأمين و نوال عبدالمجيد و لكن قبلهن كانت عائشة هندوسة هذه التي ادخلت ديم جابر ( التاريخ الغنائي السوداني ) حيث كانت خامس إمرأة من بورتسودان تكون ملهمة لإحدى الاغنيات المشهورة على المستوى القومي، فقديما و في إحدى السفريات بالطائرة المتجهة من الخرطوم إلى بورتسودان تصادف ان جلس في المقعد المجاور لها الشاعر عثمان خالد الذي اعجبه حسنها الذي لم يستطع معه صبرا فحاول التودد إليها بتحيتها و التحدث إليها و سؤالها عن إسمها و ( هل ممكن نتعارف ) ؟!!! و هي عنه تلهى و لا تجيبه بسوى كلمة [ لا ] حتى لا تخضع له بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و هو إمرؤ شاعر و الشعراء في كل واد يهيمون ، فأنشأ فيها من ساعته القصيدة التي تغنى بها عبدالعزيز المبارك :—
بتقولي لا
لقليب عليك يقطر حنان
و يذوب وله
بتقولي لا لقليب رهيف
ما اظنه لا .. لا بيحمله
بتقولي لا
يا بهجة .. يا غالية
يا ست القلوب .. يا مذهلة
——-
و كانت الملهمات البورسودانيات الاخريات هن ( فتحية ….. ) من ديم طردونا و الهوى الاول لصالح الضي و ملهمة اغياته الاولى من كلماته و الحانه ( يا جميل يا حلو ) و ( الدنيا الجميلة جماله وهم ) …. هذا و ثم [ امونة .ع ] من ديم كوريا من كتب فيها الشاعر الكهل محمد الحسن السنجك اغنية ( يا الغرامك لجسمي ناحل يا المضمر مفدوع و كاحل ) التي تغنى بها اولا عوض الجاك ثم خوجلي عثمان ، و لا ضير إن كانت في عمر بناته كما يقول ابو داؤد في اغنيته لعبدالمنعم عبدالحي ( الغرام ما بخير .. بين كبير و صغير .. من زمان الحب امره فينا يحير ) !!! .. و في حي الشاطئ كانت فاطمة محمد رشاد من نظم فيها مصطفى سند الذي اصبح بعلها و والد إبنتها اميمة ، اغنية صلاح مصطفى :–
اكتب لي يا غالي الحروف
و احكي لي ياما
الدنيا نوره و فرحته
صارت بلاك غيمة شتا
و ( رقية م. ج ) من ديم سواكن قيلت فيها اغنية ( يا ظبية الثغر الاديبة .. زوق و ادب و جمال و طيبة ) ، الرحمة و المغفرة لمن قضين نحبهن منهن و لكل ذات ثوب ابيض رحلت من حينا إلى الدار الآخرة
——
و بورتسودان مدينتي لم ترفد الخرطوم بمثل تلك الاغنيات المجمهرات فحسب بل بمبدعين اخر في عالم الكفر و الوتر و الغناء و الرسم و الشعر و الصحافة و التمثيل مثل عازف الكمان محمدية و مصطفى حاج جمعة الذي سجل للإزاعة مقطوعتيه ( القافلة ) و ( امنوتة ) و الرسامين ابو الحسن مدني و عادل كبيدة … و ايضا كذلك كالفنان عبدالكريم الكابلي و حيدر و عادل مسلم و الممثل المسرحي احمد البكري و الكوميديان محمد عثمان شلة و الصحفي لواء دكتور محمود قلندر رئيس سابق لتحرير صحيفة ( القوات المسلحة ) و فيصل محمد صالح وزير الثقافة و الإعلام السابق و علي مختار محرر الصفحة الادبية في مجلة الإزاعة و شادية حامد و خلود كبيدة و الصحفي المشاكس سيداحمد نقدالله الذي كان رئيسه في جريدة ( الرأي العام ) إسماعيل العتباني يقول عنه ( روضت اكثر شاب متوحش في افريقيا ) !!
…..
و لعيبة كرة القدم مثل : — عبدالله اوهاج و حجو علي حسين و طاهر حسيب و بكري حسن و محمد مصطفى الإسيد و عبدالرحمن كوبري و اسامة إدريس شيتة و محمد عبدالقيوم ابو شامة و فاروق جبرة و نجم الدين ابو حشيش و المدرب القومي والخبير الرياضي محمد الحسن عبدالرحيم ( حسون ) و من الرعيل الاول في بكور الستينات مدافع الشبيبة حسنين جمعة ، و كل اولئك اللعيبة لعبوا للهلال او المريخ بإستثناء صلاح جنيدابي الذي تسجل لفريق الزهرة بامدرمان.
….
و من الروافد البورسودانية التي صبت في نهر الإبداع العاصمي الشعراء مثل حسين بازرعة و ضرار صالح ضرار و قصيدته الرائية الجميلة في المدرسة الاولية التي كم حركت فينا احساس الفرح و الحبور و نحن صغار : —–
يا كنارا
قد تغنى في القفار
ينشد الالحان آناء النهار
في حقول القطن زاهي الأخضرار…
و دكتور عبدالله محمد سليمان بدر من حي الجنائن ( النواره باين ) ترعرع بين ( همس السنبل و خرير الجدول ) ، اي بين الخضرة و الماء — مهد الإلهام الازلي — و هو مؤلف اغنية الطيب عبدالله :—
عود لينا
يا ليل الفرح
داوي القليب الإنجرح
خليهو يفرح مرة يوم
طول عمره ناسيه الفرح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى