الأدب الاندلسي في شكله العام كان مجموعة من التداخلات والثقافات المتعدده ونعني بها بين الشرق والغرب بين الحضارة المستوطنه والحضارة الوافده وتجلي ذلك علي مستوي النظم الشعري والسلوك القيمى والتصورات الاخلاقية والنظر للحياة ومتعها وكان الحال كقنطره الرومي اقسم ربها تجور وتعدل كما قال طرفه بن العبد الشاعر الجاهيلي صاحب الحكمه الموهبه مبينا انها هي طبيعه البشر في الاستقامه والاعوجاج، وفي سياق اخر حينما قال اري عمر بن هند يخلط ملكه نوكا كثير والملك يعدل او يجور، وهذا ماحدث في الادب الاندلسي ظهرت فيه حاله فحش وحاله استقامه بالاضافه للاثر الديني سلبا وايجابا ونؤكد علي ذلك لان التجربه الاندلوسيه قد دلت علي هذه التجارب مجتمعه، وصنعت هويات مختلفه في سياق واحد ولاكن ظل الاثر الديني والثقافه المتأويله من التنزيل الحكيم ظاهره للعيان بنصوص كثير .
وبما ان موضوعنا هو الاثر الديني فسيتوجه قصد مسيرنافي موضوعنا في هذا المعني وسنذكر السيقات الاخري علي سبيل المثال لا الحصر تماشيا مع القاعد الاصولية التي تقول (إن كثرة التفاصل تونسي الاصول) وقبل هذا كله يجب ان نتعرف علي الموشحات بشكل عام ونبين نظمها وطربقتها والاساس الذي بنيت عليه
التعريف بالموشحات
نشأت الموشحات في الأندلس، أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) في الفترة التي حكم فيها عبد الله بن محمد، وفي هذه السنين ازدهرت الموسيقي وشاع الغناء من جانب، وقوى احتكاك العنصر العربي بالعنصر الاسباني من جانب آخر. فكانت قد نشأت الموشحات استجابة لحاجة فنيه أولاً، ونتيجة لظواهر اجتماعية ثانيا. أما كونها استجابة لحاجة فنية، فبيانه أن الأندلسيين كانوا قد أولعوا بالموسيقى وكلفوا بالغناء، منذ أن قدم عليهم زرياب صاحب الصوت الشجي وأشاع فيهم فنه. وموسيقاه العزبه التي اولعت القلوب واسرت الاباب فذدهر الغناء وتنوعت الاحان وكان لازدهارهما تأثير في الشعر. وقد اتخذ هذا التأثير صورة خاصة في الحجاز والعراق حين ازدهر فيهما الغناء والموسيقى في العصر الاموي ثم العباسي. وكذلك اتخذ هذا التأثير صورة مغايرة في الأندلس حين ازدهر فيها الغناء والموسيقى في الفترة التي نسوق عنها الحديث. فيظهر أن الأندلسيين أحسوا بتخلف القصيدة الموحدة، إزاء الألحان المنوعة، وشعروا بجمود الشعر في ماضيه الكلاسيكي الصارم، أمام النغم في حاضره التجديدي المرن. مما اثر في الحوجة الي لون جديد اتساقا مع الفتوحات اللحنيةالتي توجهت في مسار جديد وتصورات جديدة من النظم الشعري يواكب الموسيقى والغناء في تنوعها واختلاف ألحانها. ومن هنا ظهر هذا الفن الشعري الغنائي الذي تتنوع فيه الأوزان وتتعدد القوافي، والذي تعتبر الموسيقى أساسا من أسسه، فهو ينظم ابتداء للتلحين. ومما ساعدة علي هذه النهضة بروز الثقافة الجديده بعدت عناصر ثابتة وصاعدة
بعض النصوص تحمل أثراً دينياً
في موشحة زمان الوصل في الاندلس وهي الموشحات التي ظلت خالده وقد ابدعت فيها الفنانةوصاحبه الطرب الاصيل وصاحبت الصوت الابروي الحاد فيروز المطربه البنانيه واسعه السيط في غناء الموشحات غنت هذه الموشحه التي يختلط فيها الدين بلحب والهوي فقد ذكر بن الخطيب مؤلف هذه الانشودا البديعةوهو يحكي عن صور المحبين في لوحة تراجيدية مدهشه ان مجموعة المحبين والعاشقين في الاندلس التي المت بهم رياح العشق الهبابه وونيران الشوق لاهبه عندما يسرون في طرقات الاندلس مشابهين عندما يودعي الحجيج الي الموسم اشارة للحج كماشبه سلسله عشقهم كأنها موثقه كالحديث الذي يروي عن مالك عن انس اشاره الي السسله الذهبيه في علم الحديث وختزال الفقه المالكي الذي كان منتشرا في تلك البلاد ولايزال منتشر في بلاد المغرب والتي خلفت تراثا واسعا والجدير بذكر ان المغرب تعتبر الامتداد الثقافي والفكري لتجربه الاندلس كما توجد ايضا موشحة ياغصنا مكللا بذهب التي تحكي عن البلأت التي يجدها العاشق فهو يسير في طريق مغارب للتجارب التي وجدها الانبياء في مسيره دعوتهم بل مايجده العشاق اكثر من ذلك بحسب النص كموسي عليه السلام ونوح وهنا يتقارب الواقع مع المثال
نص يازمان الوصل بالأندلس
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ زُمَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ احمر المغله معسول الما جال من النفس مجال النفس
وفي موشحه ياغصن مكللا بذهب
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي * العصمة لا تكـون إلا لنبي
يا مالك مهجتـي تـرفّـق باللهْ * لا بدّ لكل عاشـق مـن زلةْ
يا مالك مهجتـي تـرفّـق باللهْ * لا بدّ لكل عاشـق مـن زلةْ
روحي تلفت ومهجتي في علة * لا حـول ولا قـوة إلا باللهْ
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي * العصمة لا تكـون إلا لنبي
الغصن إذا رآك مقبل سجدا * والعين إذا رأتك تخشى الرمدا
يا من بوصاله يداوي الكبدا * مـا تفعله اليـوم تلقـاه غدا
لو صادف نوح دمع عيني غرقا * أو شاهد لوعتي الخليل احترقا
أو حمـلت الجبـال ما أحمله * صارت دكّاً وخرّ موسى صعقا
يا من سألك عن الهوى كن عادل * احذر تبلى وخل عقلك عاقل
واسـمع مثلا من منتبه لا غافل * الحب أذى والعشق سم قاتل
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي * العصمة لا تكـون إلا لنبي
تالله لقد سمعت في الأسحار * عـن جارية تـدق بالأوتار
تالله لقد سمعت من منطقها * من عذّب عاشقا جُزي بالنار
يا غصـن نقا مكللا بالذهب * أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي * العصمة لا تكـون إلا لنبي
إشارة أخيرة
من الملفت للنظر ان الادب الاندلسي هو جماع بين تجربتين فريدتين بين الشرق الغرب حملت نوع من المشاعر الانسانيه المتداخله والمتزاحمه لتجد كل ثقافه حظها من الظهور فكانت انصهار هذه العناصر التي انتجت وعيا مختلفا بأتساقه وتناقضاته فأسست لفن جميل وهويه متفرده كان لها اثرها في الحياة العامةولاتزال ونلحظ ان بن عربي الذي عاش في بلاد الاندلس ثم هاجر الي الشرق كان سفير المغرب الي المشرق فكان ديوان شعره البديع ترجمان الاشواق الذي يري بعض المحللين للنصوصه الادبيه انه ديوان غزل وحب وقد اشار لي احد الباحثين الذي جمعتني به مؤنسات المعرفة ان ديوان ترجمان العشاق قد كتبه في فاطمه بنت الامام السمرقندي امام الحرمين وكانت اديبه وعالمة ومطلعة علي اصول العلوم في زمانها فقلت له ربما هذه الصفات جزبت عقلا مستقلا مثل الامام الاكبر ان يبدع وهو صاحب قاموس شعري وادبي متجاوز ومستوعب لي فنون الادب في زمانه.
نص اخيرمن بن ذيدون
أَيوحِشُني الزَمانُ وَأَنتَ أُنسي وَيُظلِمُ لي النَهارُ وَأَنتَ شَمسي وَأَغرِسُ في مَحَبَّتِكَ الأَماني فَأَجني المَوتَ مِن ثَمَراتِ غَرسي لَقَد جازَيتَ غَدرًا عَن وَفائي وَبِعتَ مَوَدَّتي ظُلمًا بِبَخسِ وَلَو أَنَّ الزَمانَ أَطاعَ حُكمي فَدَيتُكَ مِن مَكارِهِهِ بِنَفسي.