أردول .. الظاهرة الكونية الجديدة ..!
عقب فض إعتصام القيادة العامة وقتذاك كانت الدنيا قبائل عيد الفطر المبارك.. خرج الإنقلابي البرهان أمام القنوات الفضائية والتلفزيونية وفي سياق مداراة تلك المجزرة البشعة بحق الإنسانية طفق البرهان معلناً تنصله ونقضه الإتفاق المبدئي مع الحرية والتغيير وأنه بصدد تشكيل حكومة تصريف أعمال.. وقتها حطت أقدام حركات الكفاح المسلح أرض الثورة الخرطوم.. وكانوا بين ظهرانين الثائرات والثوار وبين كنفهم وتم إستقالبهم بقيادة الجيش إستقبال الفاتحين والمناضلين في إطار الوفاء لأهل النضال في أحراش الغابات!
وشاء الزمن الجميل وقتذاك أن يكون من بينهم مبارك أردول الذي إحتفى به الثوار والكنداكات وغمروه محبة فياضة ومشاعراً جياشة.. وفي خضم زخم الثورة وعنفوانها وفي أعقاب فض الإعتصام وفي سياق محاصرة المد الثوري تم إعتقال الرفيقين ياسر عرمان ومبارك أردول وتم ترحيلهما بطائرة عسكرية إلى زهرة الجنوب جوبا وهما معصوبين العينين في مشهد تراجيدي لا يمت للإنسانية بصلة.. وقتها الأسافير والصفحات الثورية منددة بذياك الإعتقال التعسفي لهما.. ومضت الأيام ورتبت الثورة نفسها من جديد فكانت ملحمة الثلاثين من يونيو التي أقضت مضاجع المجلس العسكري الإنقلابي وإرتجفوا في قصورهم الواهنة فقدم الدعوة للحرية والتغيير لإستئناف ما إنقطع من حوار فكان إنتصاراً للثورة الأبية..!
عقب توقيع الوثيقة الدستورية بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري إختارت الحرية والتغيير مبارك أردول الذي لفظته الحركة الشعبية وأحتضنته ظناً منها أنه سيساهم في تغيير الصورة الذهنية بين المركز والهامش وينهي جدلية أرهقت ساسة السودان لعقود طويلة فيمم أردول شطر الخرطوم قاصداً المعادن فجلس على ذاك الكرسي الذهبي الوثير كذهب شيبون الخالص.. فظهرت النعمة والدعُة على أسارير وجهه وتغيرت ملامحه وتلاشت سنوات الغابة والهامش العجاف.. أغرته السلطة وغررت به وأرسلت له شيطاناً وسوس له بأن أن يمد يديه ويغرف غرفة من مال الذهب خلسة ونسى أن منبرشات متربصة ومتأبطة شراً لكل من يتغول على مال الشعب السوداني وسبرت غور فساده وإنتشر خبر تغوله على مال المسؤولية المجتمعية.. وتم إستدعاءه من قبل رئيس الوزراء حمدوك وشكلت له لجنة تحقيق وتحايل الرجل على حمدوك بذريعة أن تلك الأموال صُرفت لمشاريع التنمية لولايات دارفور وبعلم الحاكم مناوي وأدخلت الأوجاويد السياسية و دُفنت تلك الفضيحة في مقبرة الحماية السياسية..!
من هنا تفجرت كوامن الغدر والخيانة من أردول تجاه الثورة فتنكر للثائرات الثورة والحرية التغيير وخلع عباءتها ولبس عباءة الإنقلابيين وطفق يتحدث الظاهرة الكونية الجديدة عن حكومة أربعة طويلة وغيرها من الهطرقات وقدح زناد المؤامرات وحياكة الدسائس تجاه ثورة الزيتون فظهر إعتصام الموز وإنسلاخ حركتي مناوي وجبريل من الحرية والتغيير وكونوا كتلة الشر الديمقراطية فكان الجحود والنكران للديمقراطية بذاك الإنقلاب المشؤوم الذي قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وكان حائلاً أمام تحقيق شعارات الثورة..!
حاصر الشعب السوداني إنقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر حصار السوار بالمعصم وخنق عنقه بفضل المواكب التي تترى بين اللحظة والأخرى فكان ثمرات ذلك توقيع إتفاقاً إطارياً مع المكون العسكري الإنقلابي مكرهاً أخاك لا بطل حوى في بنوده خروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي وعودتها إلى الثُكنات العسكرية لتضطلع بمهام الزود عن تراب الوطن حماية لحدوه من شر الأعادي..!
ذاك الإتفاق الذي وُقع في الخامس من ديسمبر من العام المنصرم أخرج عقارب الكتلة الديمقراطية وأنصار النظام البائد من جحورهم في محاولة منهم لإجهاض عملية التحول الديمقراطي وتسارعت خطوات العملية السياسية وعُقدت ورشة إزالة التمكين فتكالبت قوى الظلام وإعتدت على طفلة السودان العذراء و إبنة الأمين العام للجنة التمكين الطيب عثمان بغية كسر إرادة أعضاء اللجنة بهكذا سلوك لا يمت بأخلاق السودانيين بصلة..!
في خضم المساجلات السياسية بين الحرية والتغيير المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية يطل لنا الظاهرة الكونية بتصريحات غارقة في الإبتذال السياسي الرخيص فتارة يصرح على ضرورة شراكة العسكر في السلطة بدعوى حماية الإنتقال الديمقراطي.. ونسى الظاهرة الكونية نفسه بأن الإنقلابي البرهان خرج على الشعب السوداني في يونيو من العام الماضي إبتعاد الجيش عن السلطة.. ويصر أردول على بقاء الجيش في الحكم.. يبدو أن أردول عسكرياً أكثر من البرهان وملكياً أكثر من الملك البرهان في مساخر الزمان الجديدة..!
صار أردول من ضمن سلسلة الأمثال السودانية على غرار أمثال الشيخ الورع فرح ود تكتوك وبات حُجية من أحاجي العلامة البروفيسور عبدالله الطيب..!
فيضرب السودانيون المثل القائل :إنت زول أردول ساي.
في إشارة منهم أنك لا قيمة لكلامك وأفعالك.. ويا بخت الفتى الظاهرة بذاك المثل فأردول يهرف بما لا يعرف.. فالرجل يصرح في مؤتمر صحفي شهدته القنوات العالمية والعربية تصريحاً مفاده بأن أية عملية سياسية لا تحظى بدعم مصر لا يكتب النجاح.. يا الهول وأليس هذا من المضحكات المبكيات.. مصر وعبر بيان رسمي صدر من وزارة الخارجية أكدت دعمها للعملية السياسية التي تفضي إلى تكوين حكومة ديمقراطية..! يبدو أن الظاهرة الكونية الجديدة مصرياً أكثر السيسي والأدهى الرجل يتحدث أن الإتفاق صناعة أجنبية وكتلته طفقت تتحدث عن عملاء السفارات الأجنبية مالكم كيف تحكمون يا أردول..!
بات أردول أضحوكة للقنوات الإخبارية ودونكم حواره الأخير مع الإعلامي المعتق أحمد طه يكشف لك عقلية الرجل الساعية للإحتفاظ بكرسي الذهب الوثير فأضحى يتمسك بكل قشة خوفاً من طوفان الحكم المدني الذي يلوح في الأفق..!
لو قدم هذه الظاهرة الكونية شيئاً لغفر له الشعب السوداني سوءة الإنقلاب العسكري وتهريب الذهب عبر الشركات الروسية فلا رأى الشعب السوداني إلا لماماً من مال المسؤولية المجتمعية..!
المضحك أن وزارة المعادن وشركته المعدنية كرمته لا ندري دواعي تكريمه اللهم إلا إذا كانوا يريدون أن يتقربوا زلفاً وتوسلاً منهم له بغية أن يغدق عليهم من مال الذهب..!
لعمري الرفض الشعبي الذي وجدوه كفيلاً بتقديم إستقالته ودونكم إغلاق التعليقات في صفحته الأردولية هذا خير دامغ على أنه لم يقدم شيئاً للشعب السوداني وللثورة السودانية الفتية النقية.. ليته صمت ولكنّه تنكر.. وحقاً لا يعرف الوفاء إلا الأوفياء..!
26/1 /2023