عبقري الرواية العربية “الطيب صالح” وبداية الشهرة في ميادين الرياضة
أسرار علاقته بكأس العالم في إنجلترا عام 1962 وبطولة ويمبلدون العالمية للتنس
القاهرة : محمد الشيخ
الطيب صالح أديب عربي من السودان واحد من أشهر الأدباء في العالم، لقب بعبقري الرواية عمل في بريطانيا في هيئة الإذاعة البريطانية مذيعاً، وما لم يعرفه القراء عنه إنه بدأ في البرامج الرياضية وصاحب فضل كبير على العديد من الأسماء الرياضية العربية، من أمثال عادل شريف الصحفي الطائر وأكرم صالح أشهر المعلقين العرب في كرة القدم الطيب صالح شخصيه عربية ثرية العطاء في مجالات الإبداع والإعلام والسياسة والعمل الروائي، عرفته المجلات والصحف العربية والعالمية كاتباً كبيراً، الطيب صالح مسيرة مبدع عربي كبير في ميادين الإبداع الروائي والإذاعي والرياضي تابعوا معنا هذة السطور في محبة الطيب صالح :
إرتبط بعلاقة خاصة مع كابتن لطيف، يعود له الفضل في إكتشاف ابرز المعلقين العرب.
(السودان نقطة البدء)
ولد الطيب صالح في عام ١٩٢٩ في قرية كرمكول بالقرب من بلدة الدبة بإقليم مروي شمالي السودان ، تربي في كنف أسرته ، كان قريباً جداً من أمه التي كانت تجيد المدائح النبوية وشعر البادية السودانية، حفظ القرآن الكريم في صغره وتدرج في التعليم بداية من الخلوة حلقات تحفيظ القرآن الكريم ثم المدرسة الإبتدائية في بورتسودان والثانوية في أمدرمان ثم إلتحق بالجامعة بكلية الخرطوم في مجال العلوم ترك الدراسة الجامعية للعمل في مهنة والتدريس.
(السفر إلى إنجلترا)
في عام ١٩٥٣م سافر الطيب صالح الي العاصمة البريطانية لندن عازماً على الهجرة للدراسة والإقامة، وبالفعل حول تخصص من العلوم إلى القانون والشؤون الدولية .
أثناء الدراسة إنخرط في العمل الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانيةBBCالقسم العربي رئيسا للأدب المسرحي بالإذاعة وترقي حتي وصل إلي رئاسة قسم الدراما والمنوعات، وفي هذا العام كتب أول نص قصصي أذيع عبر الإذاعة البريطانية ثم قدم ” دومه ودحامد “، والعمل يعرض لحياة القرويين السودانيين الذين يتمسكون بأرضهم وأخلاقياتهم، نشر في مجلة متخصصة بالثقافة ترجم القصة مستشرق إنجليزي .
ثم تولي تقديم الأعمال الخالدة :
(موسم الهجرة الي الشمال عام ١٩٦٦، ضو البيت ” بندر شاه ” ، عرس الزين ١٩٦٩، مريود ” بندر شاه ج٢” عام ١٩٨٥، منسي انسان نادر علي طريقته ، المضيئوون كالنجوم من أعلام العرب والفرنجة ٢٠٠٥”.
أسرة الطيب صالح تتكون من الزوجة جولي ماكلين إنجليزية تزوجها عام ١٩٦٥، أنجبت له إبنتان زينب و سميرة !!
تنقل الروائي الطيب صالح في حياته بين السودان ،بريطانيا ، فرنسا عمل مديراً إقليمياً باليونسكو وقطر التي عمل وكيلاً ومشرفا بوزارة الإعلام القطرية.
جمعته صلات وثيقة مع ابرز نجوم كرة القدم بالسودان رغم هلاليته،كواليس إحتفاله بإحراز السودان كاس الُامٌمٌ الافريقية العام 1970م
(الثنائي الطيب وشريف)
ربطت العلاقة بين كابتن عادل شريف رائد التعليق في كرة المضرب ” التنس ” والطيب صالح فكانا يقدمان البرامج الرياضية معاً في إذاعة BBC قبل إنشاء قسم الرياضة والذي ترأسه الفلسطينيان الرائدين أكرم صالح وموسي بشوتي .
كان عادل شريف حريصا علي نقل فعاليات بطولة ويمبلدون للتنس من قلب العاصمة لندن .
الطريف أن الأثنان جمعهم زمالة العمل الإذاعي وايضاً دراسة التاريخ والسياسة فـ عادل شريف كان خريج كلية الآداب قسم تاريخ فيما كان الطيب صالح يدرس السياسة في أشهر جامعات بريطانيا وكان في نفس الوقت يعمل مذيعاً بهيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي .
في كأس العالم ١٩٦٢ إستضافت هيئة الإذاعة البريطانية كابتن محمد لطيف متحدثاً عن كأس العالم ١٩٦٢ وكان في ضيافة الإذاعي القدير الطيب صالح ولم يكن لطيف وحده بل كان الفريق مصطفى وكابتن علي قنديل الحكم الدولي المصري.
(الطيب صالح إكتشف أكرم صالح)
كان الطيب صالح طاقة نور ينشر الخير أينما حل يحكي المعلق الفلسطيني الشهير أكرم صالح في مذكراته التي رواها لمجلة ” المجلة ” السعودية ، إن الفضل في مشواره الإعلامي في دنيا العمل الإعلامي يعود إلي الروائي السوداني الطيب صالح الذي قدمه للعمل كمذيع .
(علم الطيب صالح أكرم ” السرحان ” على المايكروفون)
فقد سبقه بحوالي سنتين حيث كان يعمل ” مساعد برامج ” وكان يدرس وقتئذ القانون الدولي وإرتقى الطيب صالح في هيئة الإذاعة البريطانية وأصبح رئيساً لقسم الدراما والمنوعات ويقول أكرم صالح عن الطيب صالح : ” من أكبر المثقفين العرب “.
(الرياضة السودانية)
زوال الطيب صالح أواناً من الرياضة والعدو ولكنه تفوق في طريق العلم منذ نعومة أظافره .
كان الطيب صالح سعيدا بكل نجاحات الكرة والرياضة السودانية، سيما عند إحراز منتخب بلاده لكأس الأمم الأفريقية في العام 1970 كأبطال علي مستوى القارة وكان علي صلات بنجوم الكرة القدامي في السودان ويتردد أنه كان يشجع الهلال السوداني .
(السودان حبه الأول وعشق مصر)
يقول الكاتب الصحفي والباحث المصري صلاح زكي احمد : ” كانت القاهرة عشقه الأبدي فهو المحب لها فكراً وأدباً وتاريخاً وثقافة فضلاً عن الإمتنان للكثيرين من أدبائها ونقادها الكبار، الذين أحبوه بقدر محبته لهم، وتأتي الخرطوم حبه الأول وحاضر بلاده فقد شهدت جامعتها السنوات الأولى لميلاد موهبته، فهي الموطن الذي غاب عنه أغلب سنوات العمر وعاد إليه جثماناً طاهراً، ليحتضن ثري السودان العزيز جسداً وديعاً جميلاً كأسمه في ١٨ فبراير ٢٠٠٩ ، لعن الله السياسة التي باعدت بين المحب ومحبوبته فلا يلقاها الا روحاً عائدة إلي بارئها.”
(جائزة الطيب صالح)
تكريما لمسيرة الطيب صالح عبقري الرواية العربية، دشنت في السودان مسابقة ثقافية عالمية في الرواية العربية ومجالات القصة القصيرة والنقد والشعر، وقد تأسست الجائزة في فبراير ٢٠١٠ ومنذ ذلك التاريخ تعقد سنوياً وقد فاز بها عدداً كبيراً من المبدعين العرب في مجالات مسابقة الطيب صالح العالمية وفق المجالات التي يحددها مجلس الأمناء وقريبا تعلن نتائج الدورة الثالثة عشرة .
وتبقى الأقوال شاهدة على معني العطاء يقول الطيب صالح.