وقطعت الحرية والتغيير .. قول القاهرة..!
سعدت أيما سعادة ببيان الحرية والتغيير الذي صدر عشية الأمس حول الدعوة المقدمة من القاهرة للحرية والتغيير لحضور ورشة عمل في القاهرة في الفترة من الاول من فبراير حتى الثامن منه بعنوان (آفاق التحول الديمقراطي نحو سودان يسع الجميع).
ومصدر سعادتي أن بيان الحرية والتغيير وضع خارطة جديدة للسياسة الخارجية والمصالح المشتركة بين الخرطوم والقاهرة عنوانها الإنعتاق والتحرر من ربقة القاهرة وسياساتها الموغلة في حياكة المؤامرات والدسائس في ليل بهيم..!
البيان الذي صدر بالأمس قضى على موروث تأريخي من الساسة في السودان منذ إستقلال البلاد في غرة يناير ١٩٥٦م ظل الساسة السودانيون يدورون في فلك القاهرة ويأتمرون بفرمانها وأوامرها تحت ذريعة المصالح المشتركة بين شعبي وادي النيل..!
جاءت ثورة الزيتون فحررت القرار السياسي من قبضة القاهرة وأعتقت بلاد النيلين من أطماع مصر تجاه موارده وأرست أدباً جديداً على علاقة مصر بالسودان قائمة على إستقلالية القرار دون تبعية للقاهرة مع إعلاء مصالحه..!
نعتذر لشاعر الحرف والعطر المنثور تاج السر الحسن الذي كتب أنشودة آسيا وأفريقيا ونقول ماعادت القاهرة أختى بلادي وشقيقة وملء أرواحنا وأم جمال وأم صابر..!
فمصر عادت أماً للشرور وحياكة وغزل المؤامرات في وضح النهار وصارت مصر تعويذة الشر والتربص بمصالح شعب السودان..!
أليس مصر التي أوعزت وغررت بالبرهان على فض إعتصام القيادة العامة الذي جمع أهل السودان وإتخذوا قيادة الجيش قيادة وريادة وملاذاً آمناً يحتضن أحلام دولتهم الموشحة بتواشيح الحرية والسلام والعدالة فبددت مصر أحلام السودانيون ومست أجفان أمهات الشهداء وأقضت منامنا فصارت بيوتنا شرفة للأحزان ومغاراة لدموع الثكالى من الأمهات..!؟
أليس مصر التي تخفي وتبطن الدسائس وتظهر الإبتسامات الصفراء في نفاق يفوق إبن سلول مكة..!؟
أليست القاهرة هي من ترسل رسل المخابرات فتجوب في شوارعنا ومناسباتنا الإجتماعية بغية التصنت على سمع السودانيين فترسل نجوماً رجوماً لقطع الطريق على التحول الديمقراطي ودونكم إنقلاب البرهان في الخامس والعشرين من إكتوبر الذي أورد السودان موارد الهلاك وأدخله في دوامة اللا دولة وصار نهباً للسيولة الأمنية وحروب أهلية إنتشرت كالعطر الذي يضوع وضائقة إقتصادية صعب الفكاك منها..!
مصر لا تريد خيراً للسودان وإن عقدت الورش والمؤتمرات فمصر تلبس قميص عثمان لتنثر الفتنة ولتذكي أوار الدسائس..!
أين كانت القاهرة والشعب السوداني يجابه وابل الرصاص بصدور عارية في ملاحم البطولة والجسارة والشطارة!؟
أما جلست القاهرة القرفصاء حيال صلف وصولجان البرهان وقواته الباطشة الغاشمة الغادرة..!؟
أين كانت القاهرة وبلاد السودان تعيش في حالة إنسداد في الأفق السياسي..!؟
لماذا لم تبادر القاهرة وتلتقط قُفاز المبادرة بغية إيجاد حلاً للمشكل السياسي في البلاد!؟
ومتى شهدت القاهرة حكماً يرُسي دعائم الديمقراطية والتحول الديمقراطي!؟ أليست مصر التي تحكم بالحديد والنار ودونكم مذبحة رابعة العدوية ليست ببعيدة عن الأذهان وسجون عقرب زاخرة وحبلى بالمناضلين الشرفاء ويقبعون فيها لسنوات طوال..!
مصر لا تعرف كنه الحرية والعدالة والسلام بل تعرف الشمولية وقطع رقاب المعارضين!
بيان الحرية والتغيير هرمنا هرمنا لهذه البيانات المعتقة العتيقة الذي نزلت برداً وسلاماً على كل السودانيين وأثلجت صدور قوم مؤمنين بالتحرر والإنعتاق من تبعية وبراثن القاهرة التي خدّشت آمال وتطلعات الشعب السوداني لعقود طويلة!
يجب أن تعي القاهرة أنها ماصارت تكتب أحلام السودانيين وترسم لهم آمالهم الخضراء العراض.. وباتت الخرطوم لا تقرأ من كتاب القاهرة القديم.. بل أضحى السودانيون هم من يكتبون أحلامهم وأمنياتهم بقلم الإنعتاق وبمداد التحرر من من أشكال الهيمنة والتبعية..! لجهة أن السيادة للشعب السوداني لا للقاهرة..!
19/1 /2023