ضابط أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن عملية إعتقال صدام حسين
بينما يزعم البنتاغون اعتقال صدام حسين في حفرة ضيقة أكد مترجم عراقي أن القوات الأمريكية ألقت القبض على صدام في غرفة
وكالات : البلاد
لأول مرة منذ 19 عامًا، تحدّث الرقيب المتقاعد من قوات النخبة في البحرية الأمريكية، كيفن هولاند، عن تفاصيل جديدة حول المهمة السرية لعملية اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 13 ديسمبر عام 2003.
تفاصيل جديدة لم يسمع بها أي أحد من قبل
وكشف كيفن هولاند، الذي ظهر في بودكاست الشهر الماضي مع أحد قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية بعنوان: “Danger Close”، عن اعتقال صدام حسين في 13 ديسمبر 2003، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها أمريكي بذلك منذ 19 عامًا.
وقدّم هولاند، الرقيب السابق في قوات النخبة التابع للبحرية وقوة دلتا المكافئة للجيش، تفاصيلَ جديدة لم يسمع بها أيّ أحد من قبل.
وتأتي هذه الروايات بعد ما يقرب من عقدين من الزمن بعد آخر بيان رسمي بشأن القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتاريخ 13 ديسمبر 2003، قبل إعدامه في نهاية المطاف شنقًا في 30 ديسمبر 2006.
معلومات آدمية كانت السبب وراء كشف مخبأ صدام
وقال هولاند، إن “قوة دلتا” الخاصة التي اكتشفت مخبأ الرئيس العراقي السابق وقامت باعتقاله، تلقّت “معلومات بشرية” أفضت إلى وصولهم إلى مكان اختباء صدام.
وأضاف: “أخبرنا صدام حسين أن الرئيس بوش يرسل له تحياته”.
وأشار إلى أن “صدام حسين أعرب فور اعتقاله عن رغبته في “التفاوض”.
وتطرق هولاند خلال البودكاست إلى المكان الذي وجدوا فيه صدام، وقال إنه “كان يختبئ في حفرة مغطاة بطبقة من أوراق الأشجار والرمل تم سدّها بالفلين لإخفاء فتحتها، وكان يمتد منها أنبوب صغير للسماح بدخول الأوكسجين”.
وأوضح، أنّ “قوة دلتا” اكتشفت مكان الحفرة المدعمة بالطوب، وألقت بداخلها قنبلة يدوية.
ثم ظهرت يدان من الحفرة، تلاها ظهور رأس كثيف الشعر، ليتبين أنه الرئيس العراقي صدام حسين، على حد تعبيره.
كما نوّه إلى أنّه كان يشعر بالصدمة بعد العثور على صدام داخل الحفرة، رغم أن المعلومات التي حصلت عليها الفرقة تؤكد وجود الرئيس العراقي الراحل فيها.
وذكر أنّ صدام كان يحمل مسدس “غلوك-18″، مبيناً أنّ أحد أعضاء الفرقة الأمريكية وجّه سلاحه إلى فم صدام لإجباره على عدم الحراك وانتزاع مسدسه منه.
يشار إلى أن مسدس “غلوك-18″، قد أصبح لاحقاً من مقتنيات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.
مترجم عراقي متعاون مع الجيش الأمريكي، يُكذب روايات البنتاغون حول اعتقال صدام
المثير للاهتمام أن رواية كيفن هولاند تأتي لتأكيد نفس رواية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، التي ادّعت فور اعتقال صدام حسين في 13 كانون الأول/ديسمبر 2003، أنه تم العثور عليه في نفق عمودي على عمق نحو 1.8 متر بالقرب من مزرعة.
وهي في الواقع الرواية الرسمية الأمريكية، نفسها التي فنّدها مترجم عراقي كان متعاوناً مع القوات الأمريكية، لحظة اعتقال صدام.
وأكد، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أنّ ما يتم تداوله حول اعتقال صدام يُستخدم من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لأغراض دعائية.
وأوضح أن “صدام حسين كان في غرفة.. كان جالساً في الغرفة، أعتقد أنه كان يصلي لأنه كان يرتدي دشداشة، الحديث عن اعتقاله في حفرة، كذب وتلفيق”.
“صدام إعتُقل في غرفة ولم يُلقَ القبض عليه في حفرة”
وواصل شهادته قائلاً: “كنت أرتدي سترة واقية من الرصاص، وخلعتها لكي أدخل الحفرة بصعوبة. نعم، كانت هناك حفرة، لكن المعلومات التي تفيد بأن الرئيس اعتقل في الحفرة، كاذبة، لقد تم احتجازه في الغرفة”.
وأضاف المترجم أنّ صدام حسين، لم يكن ليتمكّن من دخول النفق، لأنه كان ضيقًا للغاية، وكان الرئيس ضعيفًا بالفعل في ذلك الوقت.
يقول إنها كانت “غرفة عادية” بلا وسائل اتصال، تحتوي فقط على خزانة ملابس وسريرين وراديو ومسجل صوت وتلفزيون صغير وبعض الملابس والأحذية.
كما أشار المترجم إلى أن القوات الأمريكية التي اعتقلت صدام، قامت بحجز 17 صندوقًا على الأقل تحتوي على ملايين الدولارات من المنزل الذي كان يختبئ فيه.
وعن ذلك يقول المترجم: “كانت هناك سقيفة للماشية على بعد 300 متر [980 قدمًا] من الغرفة التي يعيش فيها الرئيس، وهذا مبني على كلام جندي منذ أن مُنعت من الاقتراب من السقيفة بسبب الإجراءات الأمنية المتزايدة”.
وأكد أنه تم العثور على 17 صندوقًا ضخمًا في حظيرة الماشية، كانت ضخمة وتحتوي على دولارات، تقدّر بعدة ملايين.
“قوة دلتا التي إعتقلت صدام إستولت على سبائك ذهبية”
وقال المترجم الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنّه كانت هناك سبائك ذهبية ومجوهرات، بجوار حسين لحظة اعتقاله، ولكنها كانت في صندوق منفصل.
لاحقاً، تم أخذ الصناديق في اتجاه غير معروف من قبل الوحدة التي اقتحمت منزل صدام، ولم يعرِف العراقيون إلى اليوم مكان نقلهم، ولا المبلغ المحدد، ولا أين انتهى الأمر بكل الأموال.
إعدام صدام حسين
يُذكر أنه في 30 ديسمبر 2006، تم إعدام صدام بعد غزو الولايات المتحدة للعراق، بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كانت بحوزة البلاد.
إلى اليوم، لم يتمّ إثبات وجود مثل هذه الأسلحة، ودخل العراق في دوامة من الحروب الأهلية والحرب ضد الإرهاب، ثم لاحقاً الانقسامات السياسية والتدهور الاقتصادي.
ومنذ لحظة دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق، يعيش العراقيون تحت وطأة أسوأ أزمة شاملة مُني بها بلدهم منذ قرون.