بقلم : محمد أحمد الدويخ
الظافر ورندا : تركا بلاط صاحبة الجلالة ولكن لم يضعا القلم ..
في واقعة لم تكن الأولى من نوعها بالطبع بالسودان تحول الصحافي والكاتب السياسي المعروف يوسف عبدالمنان إلى سائق لوري و مزارع بقريته بولاية جنوب كردفان.
وذلك بعد بسبب إغلاق بعض المؤسسات الإعلامية والصحف بالخرطوم نتيجة الظروف الإقتصادية والتحولات السياسية التي أبعدت بعض الناشرين صراع الإستثمار في الإعلام .
الامر الذي جعل الصحفي يوسف عبدالمنان كاتب العمود الصحفي الابرز (خارج النص) يعود الى قريته بجنوب كردفان ويمارس مهنة الزراعة بجانب العمل سائق لوري بين كادوقلي و دميك في فيافي جنوب كردفان متنقلا بين القرى والمدن والبوادي مع حصاد الموسم الزراعي وهو يقود اللوري بنفسه لتسويق المنتجات الزراعية .
يوسف لم يقع في الجُب وحده :
حالة الصحفي يوسف عبدالمنان بمغادرة الصحافة والعمل مزارعا وسائق لوري يسوق لمنتوحاته ، لم تكن الحالة الأولى بين الصحافيين اليودانيين الذين غادروا بلاط صاحبة الجلالة فقد اقدمت الصحفية السودانية المعروفة رندا عطية للعمل في ورشة صيانة للسيارات بالعاصمة الوطنية (أمدرمان).
وقالت رندا عطية كاتب عمود (إنتباهة قلم) لـ (البلاد) : إنها فخورة بذلك وتجد الإحترام من الزبائن بالورشة التي توفر لها فرصة معايشة الناس والعديد من المواقف على مسرح الحياة ، مع إمكانية أن يصنع منها الكاتب حكايات واحداث للكتابة عبر المواقع الإلكترونية والإسفيرية بعد تدهور المؤسسات الإعلامية وإنهيار مملكة الصحافة الورقية تماماُ .
كما سبق أن عمل الصحفي الكبير عبدالباقي الظافر كاتب العمود الصحفي (تراسيم) تحول الى سائق سيارة أجرة في حالة نادرة أثارت حينها جدلاً وسط زملائه الصحافيين خاصة أن تلك الواقعة حدثت قبل إنهيار الصحافة الورقية.
بجانب ان الظافر تقلد منصب مستشار تحرير و نائب رئيس تحرير أكثر من صحيفة سودانية أبرزها صحيفة “التيار” لرئيس تحريرها المؤسس الباسمهندس عثمان ميرغني .
ويظل السؤال الأهم :
عدد كبير من الصحفيين وكتاب الراي والأعمدة الصحفية غادروا شارع الجرائد السودانية ولكن لم يسال عنهم أحدٌ من المسئولين أو المتابعين :
أين هم الان ؟