الأرشيف الأمريكي يرفع السرية عن 12,879 وثيقة تتعلق بإغتيال جون كينيدي، ولكن!
البلاد : وكالات
ما زال لغز اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام ١٩٦٣ يحيّر الأمريكيين حتى يومنا هذا، ولم تتوقف المطالبات ورفع القضايا من الأمريكيين؛ مؤسساتٍ وأفراداً، من أجل أن يرفع الأرشيف الوطني الأمريكي السريةَ عن كافة وثائق ملف اغتيال جون كينيدي.
حتى الآن، كشف الأرشيف الأمريكي عن ٩٧% مما يقرب من خمسة ملايين صفحة حول اغتيال جون كينيدي.
الـ٣% التي تبقّت اعتُبرت بالغة الحساسية بالنسبة للأمن القومي، والتي رأى رئيس المخابرات الامريكية وليام بيرنز أن مصلحة كتمانها فوق مصلحة المطالبين بالكشف الكلي عن الملف، كما أن كشفها سيضر بطبيعة عمل المخابرات الأمريكية، حسب قوله.
حتى أنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حين أصرّ على الكشف الكامل للملف، تراجع حين تم إبلاغه عن مخاطر الكشف الكامل، وتكرر الأمر نفسه أيضاً مع الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والذي طلب كشف الملف “تقليدياً”، بعد إبلاغه بالمخاطر من قبل رئيس المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، فتراجع أيضاً عن المطالبة بالكشف الكامل.
فمن بين الوثائق التي لم يتمّ رفع السرية عنها بالكامل، عشرات الوثائق المتعلقة بوكالة المخابرات المركزية، والعميل جورج غوانيدس، الذي أدار عملية سرية تتعلق بكوبا، ويعتقد أن له علاقة ما مع القاتل.
لكن الوثائق الجديدة تبطل نظرية كان يعتقد بها كثر، وهي أن قاتل جون كينيدي، لي هارفي أوزوالد، كان على علاقة بالروس والكوبيين، الوثائق تستبعد ذلك بقوة؛ بل تكشف عكسها.
كما تكشف الوثائق الجديدة عن تعرض جون كينيدي لعدة محاولات اغتيال، منها ما جرى في شيكاغو قبل أيام من اغتياله.
كما تكشف الوثائق الجديدة عن جزء من الملف الشخصي للقاتل لي أوزوالد- الملف الشخصي، الذي تم إعداده يتكون من ٥٠ ألف صفحة.
لكن الباحث الشهير جيفرسون مورلي، والناشط في كل ما يتعلق بجريمة اغتيال كيندي منذ سنوات، له رأي آخر وهو الذي رفع دعوًى قضائية على إدارة الرئيس جو بايدن للإفراج عن جميع الملفات المتعلقة بالرئيس كينيدي، فقد اتهم المخابرات الأمريكية بالتعمد بترك أسئلة دون جواب فيما يخص لي هارفي اوزولد قبل اغتياله المريب، واعتبر إبقاء السرية على مئات الوثائق ينمّ عن سوء نية من المخابرات الأمريكية كي تحافظ على سمعتها، واتهمها بدور ما في الاغتيال، حين تساءل عن الضرر الذي تخشاه من الكشف الكامل.
وقال مورفي، ان ما يفعلونه أشبه برمي بعض العظام لايهام العامة بأنهم يمتثلون للقانون.
وقد صدَق، فمن تتبع الملف سيجد وثائق بالكامل لا يوجد فيها سوى الترويسة، منها وثيقة من ٢٤ ورقة، فارغة “الموضوع” تماماً، وثمة وثائق لا علاقة لها باغتيال كيندي لا من قريب ولا من بعيد، وثمة وثائق تسجّل إدانات منشورة في وسائل الإعلام المختلفة لمشككين في الإعلان الرسمي الأمريكي عن الاغتيال، وثمة وثائق تتبع فيها المخابرات الأمريكية مجموعات أفارقة تتهمهم بأنهم ثوريون، تتحدث إحداها عن إرسال اتحاد الطلبة العرب في أمريكا لمجموعة من أفارقة أمريكيين -بينهم عضو في حركة “أمة الإسلام”- لعدد من الدول العربية، تتحدث عن تتبع عسكريين كوبيين في الجزائر، عن ضبط الجمارك الليبية لمجلات جنس مرسلة لأمريكي في ليبيا؛ ولكن يسلمها الموظف الليبي له ويطلب منه المزيد!. تتحدث بعضها عن تتبع يهود زاروا الكيان الصهيوني في الفترة التي سبقت اغتيال جون كيندي.
إذن، سيطول الحديث من عامة الناس وخاصتهم في أمريكا، وستتع نظريات المؤامرة عن هذا الاغتيال أكثر بكثير من زمن حجب وثائق الأرشيفات ما لم يلقوا جواباً.