تقارير

شبكة حسابات مضللة تروج لتصفية السفير الأمريكي

الخرطوم : البلاد

تداولت شبكة حسابات مضللة على موقع “فيس بوك” الأيام الماضية، أخباراً مجهولة المصدر تحمل تهديدات مبطنة بالتصفية للسفير الأمريكي بالخرطوم، جون جودفري.

ويشير فحوى الخبر المتداول على الحسابات المرتبطة بفلول النظام البائد، إلى “اختفاء أفراد خلية ارهابية تتبع لتنظيم القاعدة في السودان، من غير تحديد ما إذا كانوا قد خرجوا من البلاد أم لا، كما أشار إلى وجود جهود كثيفة من السلطات لحماية الدبلوماسيين، وقد ارفقت صورة السفير الأمريكي بالخرطوم مع الخبر المنشور”.

وقالت وكالة “فالنت بروجكتر” الرقمية، التي تتبعت مصدر هذه الأخبار، إن “فريقها لاحظ يوم 22 نوفمبر، تداول بعض الادعاءات ضعيفة المصادر، حيال خطر يهدد أمن السفير الأمريكي في السودان، حيث ان طبيعة تناقل الأخبار، والحسابات التي تنشرها، ونمط النشر، يشير إلى أنها أخبار غير موثوقة”.

وأوضحت الوكالة في تغريدات على صفحتها بتويتر، أنها تتبعت مصدر الادعاء وهو صفحة باسم (السودان الآن) داعمة للرئيس المعزول عمر البشير، وتنسب الخبر إلى “مصدر مطلع”.

وأشارت الوكالة إلى أن “الشائعة لم ترد في أي مصدر إخباري أو إعلامي موثوق ولا يمكن القول بأنها مؤكدة، ولكن يبدو من نمط نشرها أنها مكبرة بواسطة حسابات منخفضة الجودة، تتبع للرئيس السابق وأتباعه من الإسلاميين”.

وبناءً على الخبر مجهول المصدر المشار اليه، كتب محجوب فضل بدري، أحد مستشاري المعزول عمر البشير، مقالة على صفحته بفيس بوك، تناقلتها ذات شبكة الحسابات المضللة، تحث على عدم تنفيذ التهديد بحق السفير الأمريكي.

وأشارت وكالة “فالنت بروجكتر” إلى مقالة محجوب فضل بدري، بقولها: “تتناقل نفس الشبكة المضللة مقالة تعترض على تهديد حياة السفير بزعم أنه يمكن أن يُستخدم كوسيلة لتبرير تدخل أمريكي في السودان، وتصف الشبكة الجيش الأمريكي بأنه متطفل يستحق ما يحدث له لتدخله في السياسة السودانية”.

ويشير الخبر الذي تناقلته الشبكة المضللة إلى أن “إثنين من أفراد الخلية الإرهابية حاصلين على درجة الدكتوراة في الكيمياء الحيوية، وثلاثة خبراء ألغام ومتفجرات تلقوا تدريبهم في سوريا”، في إشارة إلى أن التهديدات قد تنفذ بقنابل متفجرة.

تهديدات سابقة

 

وصعدت في الأيام الماضية جماعات إسلامية محسوبة على النظام البائد، من تهديداتها للسفير الأمريكي بالخرطوم، حيث دعا نائب رئيس الاتحاد السوداني للعلماء، مختار بدري، السلطات بإعلان الجهاد وفتح الباب للمرابطين لقتال “الأمريكان الكفار” بحسب وصفه.

كما أرسل أحد أبرز مناصري تنظيم القاعدة، مهند التيجاني، رسائل تهديد للسفير الأمريكي بالخرطوم جون جودفري، وقال في تسجيل صوتي، إن أمريكا تحفر قبرها بشمالها، نظرًا لأن أسامة بن لادن شّل يدها اليمين، مؤكدًا أن في السودان ألوف من شباب وجنود أسامة بن لادن وأن الفصل في الميدان.

وتأتي تصريحات هذه الجماعات متسقة مع مواقف منسوبي فلول النظام البائد، حيث سبق وأطلق بعضهم تهديدات مماثلة بنشر الفوضى والإرهاب بالبلاد حال تجاوزهم في العملية السياسية المقبلة.

وسبق وهددت القيادية في النظام المباد الوزيرة السابقة، سناء حمد، بتنفيذ أعمال إرهابية وتحويل السودان إلى بؤرة فوضى، حال التوصل إلى تسوية تعزل الفلول وتزيلهم من مفاصل الدولة.

وإنتقدت سناء حمد في رسالة وجهتها إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية، مولي في، والسفير الأمريكي بالخرطوم، جون جودفري، مساعي عزل الفلول باعتماد الدستور الانتقالي الذي أعدته نقابة المحامين، اساساً للعملية السياسية.

وقالت: “لن يسمح السودانيون بذلك، ثقوا في حديثي، سيتحول السودان إلى جحيم وسيكون حلقة جديدة ستنضم إلى حلقات الإرهاب، سيتوارى المعتدلون والبراغماتيون والوسطيون، سيتحول السودان بحدوده المفتوحة إلى بؤرة فوضى ومركز لعدم الاستقرار”.

وادعت سناء حمد أن مشروع الدستور الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، يصادم عقيدة الشعب ويزدري الإسلام ويرفضه، دون ان تستدل او تشير لنص في الدستور يؤكد حديثها.

ويرى مراقبون أن حديث سناء حمد في هذه النقطة ينطلق من ذات فرضية الإسلاميين القديمة التي تختزل الإسلام والدين في أنفسهم وأن أي محاولة لإبعادهم عن السلطة هي رفض للإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى