تقارير

إنسان حي طيبة بين مطرقة الطيران والنزوح المجهول

تقرير : الكاظم هرون

صرخات حي طيبة

ذُعر وسط مواطني، شن الطيران العسكري غارات جوية على منازل طيبة وسط، يوم الأربعاء، مساء رأس السنة، راح ضحيتها مدنيين، مما أجبر البعض منهم يغادر إلي أماكن أكثر أماناً، ليس الخوف من الموت، بل الخوف من الحياة الذي تعجرف فيه الهدر المستمر لأرواح، قد يصعب إن يكونوا عالقين في دائرة الموت المجاني، والإستيقاظ كل يوم لمواجهة نفس الصراع لم تكون طرف فيه حتى، نفس الوجع، نفس الخيبات، إنه الخوف أن لا يتغير أي شيء أبداً لمصير المدنيين في ربوع الوطن، وواقع الحرب اللعين.

مجزرة طيبة وسط يناير ٢٠٢٥

حي طيبة وسط، هي من ضمن الأحياء الشرقية لمدينة “نيالا”، الغارات الجوية تسببت في مقتل أكثر من ٥ أشخاص وإصابات من بينهم نساء وحالات حرجة تم نقلهم إلي المستشفى التركي جنوب مدنية نيالا، والمستشفى هناك يرث حاله، بسبب نقص الكوادر الطبية والعلاج، ولم يسلم من تلك المحرقة حتى منازل الأبرياء العزل التي دمرت دمار شبه كلي، إنسان حي طيبة صار عالق في دائرة من المعاناة التي لا مفر منها.

مناشدة وإدانة إنتهاكات الطيران 

صرخة طيبة وسط جاءت على لسان إحدي النسوة، مظاهرة بصوتها الذي خلطه البكاء والرجاء قائلة : ”نحن ما دعامة نحن مواطنين، لكن ما عندنا قدرة نطلع، ما تكتلونا “.

ومن جهة آخري، أدانت هيئة محامي دارفور، في بيان لها بتاريخ ٢ يناير ٢٠٢٥ العبارات المجازر التي ظل يرتكبها طيران الجيش بحق المدنيين الأبرياء في أحياء لا توجد بها قوات الدعم السريع، وحملت هيئة محامي دارفور الجيش كامل المسؤولية عن الإنتهاكات المرتكبة بحق المدنيين العزل.
كما قالت أيضاً، أنها ستتابع وترصد المستجدات لتمليك الرآي العام بالمعلومات والحقائق التي ترد “.

مجزرة طيبة وسط، لم تكن الأولى، قد شهدت حي طيبة، في مطلع سبتمبر من العام الماضي، أسفل الجسر الذي يربط بين طيبة وحي السكة حديد، أدت تلك الواقعة إلي مقتل ٣٥ طفل وأمراة جرى قذيفة مدفع من الفرقة السادسة عشر مشاة، وخرجت منها الناجية الوحيدة “ميساء آدم” بعنية آلهية وأدلت أفادتها تم بث عبر قناة العربية وعدد من الصحف الإلكترونية السودانية حينها.

المجزرة التي حدثت في حي طيبة وسط تثير تسأولات حول مستقبل الأحياء الشرقية بنيالا، والحالة الإنسانية تتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين من مطرقة الطيران والنزوح بأسرع ما يمكن، حفظ الله المواطنين الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى