موجة إستنكار وسخرية من مبادرة «حميدتي» لمشاهدة المونديال مجاناً
الخرطوم: عبد الله برير
قوبلت مبادرة نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي محمد حمدان دقلو «حميدتي» لمشاهدة كأس العالم عبر أندية مشاهدة مجانية، والتي دشنها أمس، بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان.
وكان حميدتي أطلق مشروع أندية المشاهدة المجانية قبل بدء منافسات بطولة كأس العالم قطر- 2022م المزمع إقامتها أواخر نوفمبر الحالي.
وبحسب المبادرة تقرّر توزيع مئتي جهاز «بي إن سبورت» على العاصمة الخرطوم وولايات السودان المختلفة لتمكين الشباب من مشاهدة المونديال.
وقال مستشار حميدتي في كلمة خلال تدشين المبادرة، إن دقلو استهدف الشباب الذين لا يستطيعون السفر إلى الدوحة لمتابعة الحدث على أرض الواقع.
وبحسب المستشار فإن المشروع قصد به رتق النسيج الاجتماعي على اعتبار أن الرياضة جسر للمحبة وأداة لنبذ العنصرية.
استهجان وسخرية
ومعلوم أن نائب رئيس المجلس الانقلابي «حميدتي» هو الذي يقود قوات الدعم السريع سيئة السمعة، والمتهمة بارتكاب فظائع وانتهاكات في إقليم دارفور والخرطوم وولايات أخرى.
ومن هذا الباب وجدت مبادرة دقلو استهجاناً من قبل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، وقوبلت بتنمر وسخرية.
ورأى البعض أن المشروع عبارة عن محاولة للكسب الرخيص لتلميع صورة قائد الدعم السريع وقواته بعد الانتهاكات التي ارتكبتها.
فيما قالت فئة أخرى إن الأموال التي خُصّصت لشراء الأجهزة كان الأولى بها دعم المواطن الذي يعاني من ضائقة معيشية بسبب إجراءات الانقلاب.
وطالب المعلقون حميدتي بتخصيص هذه الأموال لمعالجة مرضى حمى الضنك التي استشرت في السودان بدلاً عن الصرف البذخي على مشاريع جانبية.
بعض رواد موقع «فيسبوك» رأوا أن إنشاء أندية المشاهدة المجانية قصد به إلهاء الثوار عن المليونيات والمواكب التي انتظمت البلاد منذ انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة واستمرت بعد انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021م.
واعتبر معلقون أن مشاهدة المونديال ربما تلهي الشباب قليلاً، لكنها لن توقف الاحتجاجات التي يشكل الشباب سوادها الأعظم.
صراع المحاور
فئة أخرى قلّلت من مشروع دقلو من ناحية أن مسؤولي أندية المشاهدة ربما يفرضون على الجمهور تشجيع دول معينة.
فيما ألمح البعض- في إشارة ذكية وساخرة- إلى صراع المحاور الإقليمية والدولية الذي زج فيه العسكر بالسودان جراء سباق المصالح والتقاطعات.
وكتب أحدهم ساخراً: «سنكون مجبرين على تشجيع السعودية مثلاً لأننا نتبع للمحور المصري الإماراتي السعودي».
وقال: «ممنوع تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية في أندية حميدتي المجانية لأن الرجل يتبع للمحور الروسي».