السودان في المرتبة الثانية ضمن 100 دولة نظامها التعليمي عرضة للمخاطر
الخرطوم : البلاد
صنف تقرير دولي السودان في المرتبة الثانية، بعد أفغانستان، من ضمن أكثر مئة دولة نظامها التعليمي عرضة للمخاطر.
وكشف التقرير أنه “من أصل 12,4 مليون طفل يرتادون المدرسة، 70 بالمئة من الأطفال البالغين عشر سنوات غير قادرين على قراءة جملة بسيطة وفهمها”.
وصُنّف السودان في المرتبة الثانية، بعد أفغانستان، من ضمن أكثر مئة دولة نظامها التعليمي عرضة للمخاطر وفق “مؤشر مخاطر التعليم 2022″.
وطبقا لتقرير من وكالة (فرانس برس) فإن سبعة ملايين طفل في السودان توقفوا عن ارتياد المدرسة، ما يعكس واقعا تصفه وكالات إغاثة بأنه كارثة جيلية”.
ووفق التقرير، يعد السودان واحدا من أفقر بلدان العالم، ويعاني من انعدام للاستقرار السياسي وموجات جفاف وتتهدّده المجاعة ويشهد نزاعا، وبحسب البنك الدولي يقتصر معدّل الإلمام بالقراة والكتابة في صفوف البالغين فيه على نحو 60 بالمئة.
وجاء في التقرير: “منذ سنوات يعاني أطفال السودان من صعوبات في تلقي التعليم المناسب، خصوصا في المناطق الريفية.
وأخرجت الأسر التي تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة أطفالها من المدارس في عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد ثلاثة عقود وأطيح به في أبريل 2019”.
وتابع التقرير، إن البلاد تشهد اضطرابات منذ الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبدالفتاح البرهان العام الماضي، وأخرج العملية الانتقالية عن مسارها.
وفاقمت الأزمات السياسية والاقتصادية المتزايدة والنزاعات الاتنية المتجددة والإغلاق المطوّل للمدارس، إبان جائحة كوفيد-19، الأزمة التعليمية.
وينظّم مئات المدرّسين إضرابات متكررة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.
كما أن الفيضانات التي ضربت مناطق مختلفة هذا العام ألحقت أضرارا بأكثر من 600 مدرسة، ما تسبب في إرجاء موعد انطلاق العام الدراسي.
وقال ارشاد مالك، مدير مكتب منظمة “سيف ذا تشيلدرن” في السودان، إن “النظام التعليمي في السودان هش للغاية لعدة عوامل من البنية التحتية الى جودة التعليم”.
وأوضح أن “من أصل 12,4 مليون طفل يرتادون المدرسة، 70 بالمئة من الأطفال البالغين عشر سنوات غير قادرين على قراءة جملة بسيطة وفهمها”.
وعلى الرغم من ان النظام التعليمي متهالك إلا أنه لا يزال يمنح أطفالا على غرار زهرة، سبيلا للمضي قدما في الحياة.
وكانت المدارس في بعض المناطق الريفية تقدّم وجبات طعام مجانية للتلاميذ، لتشجيع العائلات التي تعاني من ضائقة مالية على إرسال أولادهم إلى المدرسة.
ولكثير من هؤلاء الأولاد، هذه الوجبات المدرسية التي تتألف من العدس والخضار والبسكويت هي كل ما يتناولونه من طعام طوال اليوم.
ويعاني السودان من نقص في المواد الغذائية، ما يعرّض 15 مليون شخص، أي نحو ثلث السكان، لخطر “الانعدام الحاد للأمن الغذائي”.
حذرت منظمتا الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) وأنقذوا الأطفال (سيف ذا شيلدرن)، من (كارثة جيلية)، جراء وجود ثلث أطفال السودان في سن التعليم، خارج المدارس.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك، “إن واحداً من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة بالسودان، لا يذهبون إلى المدرسة”.
وقدّر البيان أن 7 ملايين طفل خارج المدارس، مع وصولهم إلى سن التمدرس.
ورسم البيان صورة قاتمة للمستقبل، بقوله إن 12 مليون طفل آخرين سوف يتقطع تعليمهم بشكل كبير جراء نقص المعلمين وتدهور البنى التحتية.
ويخشى أن يؤدي التسرب المدرسي إلى تعرض الأطفال إلى انتهاكات واسعة في سوق العمل، وتنامي ظاهرة زواج الطفلات.