منوعات وفنون

ماذا تعرف عن “إيبو كردم” الفائز بجائزة بان أفريكانيزم

إيبو كردم (Ebo Krdum) صوت من أرض المماليك وحضارات الجذوره و موسيقي، ملحن، مغني، مسرحي، مؤلف أغاني وفنان ثوري عموم إفريقي، ويعتبر واحد من أهم الفنانيّن الأفارقة على مر العصور.

فمن هو الفنان الشاب إيبو كردم الذي فاز كأول فنان للبان أفريكانيزم – السودان؟

من المؤكد أن رياح جديدة هبت في سماء إفريقيا وأيقظت روح إيبو كردم كإمتداد لأرواح وطاقة أسلافه الأفارقة الذين ينتمي إليهم؛ هذا الوجود المتجدد معترف به عبر القارات ولا يختصر دور الأكاديميين والأكاديميات والمثقفات والمثقفين الشباب والشابات على إحياء إهتمامهم بفنان البان أفريكا ونشاط أغانيه؛ كما يتسأل البعض منذ عقود من الإهمال في دراسة أفكاره التي تهدف إلى التحرر والوحدة الإفريقية. حيث الإنتماء للأرض وحضارات التراب في ممالك القارة الإفريقية، إرثها وثقافاتها المتنوعة كل هذا ساهم بشكل مباشر في تكوين شخصية الفنان الموسيقي إيبو كردم.

كما أنه يستمد إرث الوعي الثوري من أرض إفريقيا عبر عظماء الثورات الإفريقية جيل بعد جيل، مما أتاح له الفرصة في معرفة المفكرين العظماء أمثال: المؤرخ دكتور أنتا ديوب، ماركوس غارفي، سَامورا ميشيل، فرانز فانون، دكتور جون هنريك كلارك، أميلكار كابرال، جوليوس نجيريري، جومو كينياتا، توماس سانكارا، باتريس لومومبا، كوامي نكروما، دكتور جون قرنق ديمبيور وغيرهم من رفيقات ورفاق من أجيال المركزية الإفريقية (Afrocentrism)والبان أفريكانيزم (Pan-Africanism) وكل الدراسات الإفريقية المختلفة عبر التاريخ. كما ينعكس الوعي الثوري بقضايا الوحدة والهوية الإفريقية التي شكلت موسيقى الشاب إيبو اليوم. إنه الإلهام المستمد من كتب وكتابات مدرسة البان آفريكانيزم والمركزية الإفريقية التي تعود جذورها لقرون عديدة.

تمثل ألحانه وإيقاعاته المتنوعة والمليئة بالتعدد إرتباطاً وثيقاً بالقارة الإفريقية وإنتماءه الكبير والواسع المتحرر من الجغرافيات الصغيرة فهو غير محدد بحدود تم رسمها من قبل المستعمر، كيف لا! وهو قد نشاء على أنغام البلووز الإفريقي من أرض تيمبوكتو العظيمة على أيدي عَلي فاركا تُوري، بوبكر تراوري، أممو سانغاري، بارا سامبارو، ومنهم إلى ماريوم ماكيببا، مِيرم أمو ، آدم أبوطويلة، فيللا كُووتي وغيرهم من فنانات وفنانيين من القارة الإفريقية والشتات الأفريقي. حيثُ عبر الراديو والتلفزيون أتيحت الفرصة لإيبو أن يستمد الإلهام من هذه الأسماء العظيمة التي أظهرت له لمحات موسيقية في مسيرته ومشروعه الفني اليوم. فنجد أن تأثير إيقاعات الأفروبييت والبلووز الإفريقي بتعددية اللغات الإفريقية وغير الإفريقية مثل: (السويدية، العربية، الإنجليزية والفرنسية) تَطغي على إنتاج موسيقى إيبو في مشروعه الفني؛ حيثُ نلاحظ أيضاً أنه لم يتأثر كثيراً وينجر وراء نمط الموسيقى الذي خلقته الكيرتووم (عاصمة السودان) بل أنه تمرد على هذا النمط وتحرر إلى فضائيات أوسع تبرز تمثيل أقوى للنغم و الإيقاع الإفريقي الأصيل أو كما يسميه إيبو (موسيقى الجذور)، وهذا يدل على إيمانه بضرورة التمسك بإنتماء و مبادئ الفكر البان آفريكاني السامية النبيلة.

رسالته للشعب الأفريقي عبر أغانيه هي تعلم لغات وتواريخ بعضهم البعض كحضارات وممالك مُترابطة قبل كل شيء، كما يجب أن نتعلم ثقافاتنا المتنوعة ونعكس جمالها عبر الإيقاع واللحن الإفريقي. نحلق بكل حرية لدخول كل بقعة جغرافية دون جواز سفر داخل القارة الإفريقية والشتات الإفريقي (الدايسبورا).

جاء إيبو في الطبيعة عام 1987 شهر مايو/ كما يصادف بالتقويم الإفريقي (مُبوي/ Mpuye) أو موسم قبل هطول الأمطار.

ولد في بقعة جغرافية على أرض إفريقيا تُسمى نجالا (Njala ). بداء رحلته الفنية من سن الخامسة من عمره وصنع أول جيتار خاص به بمهاراته الفردية في سن ال 13.تجول بين عدد كبير من المجموعات الفنية المسرحية والموسيقية في نجالا حتى بدايات العشرين من عمره. إلتحق بالمسرح بعد الموسيقى وأصبح ممثل ومؤلف وثم مخرج فيما بعد. كما عَلم الموسيقى والمسرح والرقص لعدد كبير من الأطفال واليافعين على مستوى معسكرات النزوح والمناطق المستقرة والقرى المنسية والأطفال تحت أوضاع التشرد. إيبو هو من مؤسسي ملتقى المشيش للإبداع والفنون بــ (نجالا). وعمل كمدير فني لفرقة جمعية أصدقاء الطفولة وبعدها كمدير فني لملتقى المشيش بــ (نيالا) أيضاً. عمل إيبو في عدة منظمات إنسانية قومية ودولية ونفذ مشاريع مع منظمات الأمم المتحدة في فترة الإبادة الجماعية في موطنه من سنة 2004 – 2009، تحت برامج الدعم النفسي الاجتماعي عبر الفنون ( support Psychosocial)، وبرامج حماية الطفل (Child protection)، العنف القائم على النوع (Gender Based Violence) ومشاريع تثقيف الأقران (Y-Peer Education ).

هاجر من وطنه إلى دولة السويد كغيره من أبناء وبنات جيله نتيجةً لسياسات النظام المستبد الذي حكم السودان بقبضة من الحديد (نظام الجبهة الإسلامية). أسس فرقته الخاصة في دولة السويد في نهاية عام 2017 وأطلق عليها إسم موسيقى الجذور (موسيقى الأصل) و تضم عضوية فرقته جنسيات متنوعة.

من أهم مشاركاته الفنية:

1– مهرجان الثقافة الرابع 1997 ( الكيرتووم – سودان)

2– مهرجان البقعة للمسرح 2006 ( الكيرتووم – سودان)

3_– مهرجان اليونيسيف للطفل 2007 ( الكيرتووم – سودان)

4– مهرجان العيد ال 40 للبان آفريكانيزم 2009 (الجزائر )

5– عدد 25 من مهرجانات على مستوى دولة السويد في الفترة ما بين 2017 – 2019.

6– إحتفالات دعم الحراك والثورة السودانية في دول مختلفة على مستوى أوروبا في فترة ما بين 2019 – 2020.

7– مهرجان إحتفالية اليوم العالمي للغة الأم 2020 في مدينة ليون الفرنسية.

8– فاز كفنان البان أفريكانيزم الأول – السودان لعام 2021. (لا يوجد فنان أفريقي يغني بــ أكثر من 15 لغة أفريقية وغير الإفريقية في السودان)

الإنتاج الموسيقي:

1– أغنية آنسنا (Anasna) عام 2018، مع فرقته التي أطلق عليها اسم: موسيقى الجذور .

2– أغنية بونق فارانق (Bong Farang) عام 2018 مع نفس فرقته أيضاً.

3– أغنية آفي كامونقو (Afé Kamongo) عام 2018 مع نفس الفرقة.

4– أنتج البوم بعنوان (سلام) من 5 أغاني نشر في عام 2019 على Spotify و يوتيوب والأغاني هي:
Cry alone, Home for all, peace for IDPs, Akheeda, back in the days.

5– يعمل اليوم بكل جهد على تكملة البوم جديد يحتوي على 11 أغنية سيتم نشره قريباً، وسوف يحتوي هذا الألبوم على كل من لغات: (الداجوية، الزغاوية، الإنجليزية، عربي سوداني، المسلاتية، الفورية، الفولانية والبِجاوية).

 

تمت كتابة، إعداد وتحرير هذا المقال بواسطة رفيقات ورفاق البان آفريكانيزم – السودان.
11/April/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى