د. سليمان صندل يكتب..
خلال الأيام الماضية ارتفعت وتيرة القتال، وازداد عدد الضحايا، كما ارتفعت نبرة مشعلي الحرب، وعلى رأسهم قائد الجيش، الذي ما أن يذهب إلى مكان إلا وتزيد فيه حدة الكراهية، وأعلن استعداده لتسليح الشعب السوداني ليقتل بعضه بعضًا، وطيران الفلول من فوق أرض السودان يحصد الأرواح في أغلب ولايات السودان المختلفة. ومن ناحية أخرى، كشفت الفيديوهات المتداولة هذه الأيام مرة أخرى مدى البشاعة والسحل والقتل، بل العدد المهول من الأرواح التي ذهبت إلى بارئها في حرب الكل فيها خاسر. لا شك أن في هذه الظروف العصيبة كثيرون فقدوا عقولهم، بل سيطر عليهم الإحباط، ولكن نقول إن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له وكتائبهم وكل المتحالفين معهم من حركات الارتزاق لا يأتون بخير حتى يلج الجمل في سم الخياط.
رغم الإحباط الظاهر على العيان وانسداد أفق الحلول السياسية، نبشر الشعب السوداني جميعًا بأن الأمل ما زال معقودًا في ربنا قاهر الجبابرة والطواغيت، إن بعد العسر يسرًا. ثقتنا في ربنا وفي أنفسنا والقوى المدنية المؤمنة بالحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية راسخة، تلك القوى التي تملك الشجاعة والصدق والجرأة في الفعل السياسي من أجل خير السودان وشعبه الصابر، أن تضطلع بمسؤولياتها الوطنية لإيقاف كل هذا القتل والدمار، ليعود الأمن والاستقرار للسودان. تلك القوى الوطنية المحبة لوطنها وشعبها والخير للجميع، التي لها وعد مع التاريخ، وعد مع التغيير، وعد مع بناء المستقبل وإعادة أمل الملايين السودانيين، وإعادتهم إلى ديارهم ووطنهم وحياتهم الطبيعية، وعد مع أحلام كل الشباب والشابات إلى وطنهم القديم المتجدد بالمفاهيم الجديدة، بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والمحبة والبناء.
أبشروا أن كل هذا الدمار وفقدان الأمل وصناعة الموت سوف يذهب، ويكون مكان الدمار بناء، ومكان الإحباط أمل حقيقي، ومكان صناعة الموت صناعة الحياة والاستقرار. سوف تقف الحرب والقتل بإذن الله، في ظل سودان موحد أرضًا وشعبًا بأمر هذه القوى التي فجرت ثورة ديسمبر المجيدة، هذه القوى التي ناضلت زهاء عشرين عامًا بالقتال حتى ساهمت في إسقاط نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له، ولكن الآن عاد في ظل هذه الحرب ولكنه سوف يذهب مرة أخرى دون رجعة. استعدوا لقيادة العمل والنهضة، هم يريدون استمرار حمامات الدماء والقتل وإضعاف السودانيين، لكي يفقدوا الأمل في ربهم وفي أنفسهم، ويفقدوا الأمل في قوى الثورة، ولكن هيهات لهم ذلك. إن قوى الثورة قادمة وبكل قوة، نراه قريبًا ويرونه بعيدًا. سوف نصنع السلام جميعًا ومعًا وبأيدينا وبوحدتنا، ونصنع الحياة، نصنع المستقبل ليس أماني تقال بل أفعال على الأرض، وسوف تعود كل الأسر والمواطنين الذين هجروا البلاد وتركوا ديارهم ومنازلهم بسبب الحرب أعزاء كرماء.