“عملية خاصة”.. روسيا تستعد لسن عقوبات صارمة ضد المثليين جنسياً
البلاد : متابعات
أكد نشطاء وجمعيات حقوقية أن القوانين الجديدة التي تعتزم موسكو فرضها على أعضاء مجتمع في روسيا سوف تحمل طياتها العديد من المخاطر والتهديدات بحق تلك الأقلية التي تعاني أساسا من التهميش وهضم الكثير من حقوقها، وفقا لما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وسوف تحظر القوانين الجديدة التي حصلت على تأييد 400 عضو في مجلس الدوما (النواب) الروسي من أصل 450 نائبا على حظر الترويج لأي أنشطة للمثليين في جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والكتب والصحف واللوحات الإعلانية في الشوارع وغيرها من أدوات الإعلان.
وكان ألكسندر خينشتاين، النائب من حزب روسيا المتحدة الحاكم، والذي يعد المشرع الرئيسي لتلك القوانين قد اعتبر إنجازه المرتقب مثل “العملية الخاصة” في إشارة إلى غزو قوات الكرملين لأوكرانيا.
وقال خينشتاين في تصريحات صحفية: “تجري عملية عسكرية خاصة ليس فقط في ساحات القتال، ولكن أيضًا في وعي الناس وفي عقولهم وفي أرواحهم.. اليوم نقاتل حتى لا يوجد في روسيا (الوالد رقم 1) و(الوالد رقم 2)، و(الوالد رقم 3) عوضا عن وجود أب وأم في العائلة”.
غرامات تعادل ثروات
وأي انتهاك القوانين بعد إقرارها سوف يترتب عليه عقوبات صارمة، فمثلا في حال نشر صورة لطفل مع أبوين مثليين فإن الغرامة سوف تصل إلى 5 ملايين روبل أي ما يعادل حاليا أكثر من 81 ألف دولار.
كما سيواجه الأفراد غرامات تصل إلى 400 ألف روبل (حوالي 6500 دولار) في حال نشر أو عرض أفلام يظهر فيها أشخاص مثليين على منصات التواصل أو في المقاهي وغيرها من الأماكن العامة.
وكان أحد التداعيات الواضحة لقانون 2013 هو جعل مستشاري المدارس والأطباء حذرين من مناقشة أي شيء يتعلق بالعلاقات المثلية أو الهوية المثلية مع الشباب، وبالتالي لم يعد سوى بعض المواقع والمنصات الإلكترونية لتكون منفذا وحيدا للوصول إلى تلك المعلومات.
وفي هذا الصدد تقول يفغينيا، 30 عامًا، قالت إنها قلقة من حظر المواقع الإلكترونية بموجب القوانين الجديدة وإغلاق مجموعات الاستشارة، مما يحرم المراهقين من مجتمع الميم الحصول على الدعم والمعلومات الصحيحة والمناسبة.
ويرى المحامي والناشط في مجموعة “Delo LGBT” المدافعة عن حقوق مجتمع الميم، فلاديمير كوموف، إن القوانين الجديدة سوف لها يكون له عواقب وخيمة على المثليين الروس.
وفي السياق، أوضح الطبيب المثلي، نيكولاي لانشينكوف أن القوانين المقترحة قد تترك المثليين “خائفين من الذهاب إلى العيادات الطبية للحصول على العلاج أو من الأمراض المنقولة جنسيا، لافتا إلى أن هناك حوالي 1.5 مليون شخص في روسيا يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
وأردف: “الاضطهاد المؤسسي يؤدي بالتأكيد إلى تدهور الصحة العقلية.. فإذا كنت تعيش تحت ضغط وخوف مستمرين، فهذا بالتأكيد ليس جيدًا لصحتك”.