المعلوم كان شغل حميدتي الشاغل السيطرة علي سلاح المدرعات، و تجفيفه، لأنه السلاح الاخطر علي الإطلاق في كل جيوش الدنيا.
بوجود سلاح المدرعات لا يمكن لحميدتي، او جيوش افريقيا مجتمعة ان تهزم الجيش السوداني..
من يمتلك التفوق في هذا السلاح في ايّ حرب او معركة فالنصر حليفة، و الهزيمة ستكون ساحقة للطرف الآخر..
فشلت كل محاولات حميدتي للسيطرة علي هذا السلاح الإستراتيجي.
اخيراً وجد حميدتي ضالته بشراء الفريق مجدي ابراهيم نائب رئيس الاركان امداد..
كيف حدث ذلك؟
قام المذكور بمنع الوقود، و الزيوت و البطاريات من سلاح المدرعات..
ذهب لأبعد من ذلك يقوم بتسليم الدعم السريع حصص وقود اكبر من حوجته فبنا إحتياطياً ضخماً، ظهرت نتائجه في هذه الحرب المستمرة منذ تسعة اشهر..
يقوم ببيع حصص المدرعات من وقود، و زيوت، و شحوم، و بطاريات في سوق الله اكبر..آيّ والله.. تذهب هذه الحصص بواسطة ضباط، و سماسرة، و عملاء الي كوستي، و الدمازين..
قادر تتخيل في وحدات لم تجد وقود لتسخين الدبابات، و المدرعات، و هذا روتين تقوم به كل اسلحة المدرعات علي مستوى العالم في كل صباح..
كنت اتمنى ان يسألني احداً عسكرياً كان او مدنياً عن انه لم يرى ايّ دور لسلاح المدرعات في هذه الحرب..
نعم كل الدبابات، و المدرعات في كل الوحدات هي عبارة عن دشم، حرفياً كالحجارة لا تتحرك، و بهذا فقدت ميزتها في ترجيح كفة الحرب لصالح الجيش، و حسمها في وقتاً مبكراً..
ممكن واحد يسأل .. والله اكتر سلاح صمد ضد هجمات الجنجويد لأكثر من مائة هجوم، فكيف حدث ذلك؟
نعم صمد السلاح بقتال وحدات مشاه، لم تشترك دبابة واحدة بكفاء في الدفاع عن سلاح المدرعات..
اغرب حالة في تاريخ الحروب سيتم درجها في دوريات بان سلاح مدرعات في جيش عمره مائة عام عاجز عن حماية نفسه..
سجل دفاع جنودنا البواسل بقيادة اللواء الشهيد ايوب لوحة من الصمود، و الفداء سيذكرها التاريخ.. لأنهم يعلمون القيمة المعنوية لهذا السلاح في الحروب، و عند الشعب السوداني بوجه الخصوص..فابلوا بلاءً حسناً..
لا افشي سراً فإصرار الجنجويد علي دخول المدرعات لأنهم يعلمون كل تفاصيل هذا السلاح الذي تم تجفيفه بمنع الوقود، و الزيوت، و البطاريات، و قطع الغيار..
الحقيقة لا توجد خمسة دبابات عاملة بكفاءة في جيش عمره مائة عام..
هاكم دي..
قسماً بالله سلاح المدرعات البنعرفه لو طلعت منه ثلاثة دبابات فقط يمكنها فجيخ الجنجويد فجخ بالجنازير دون ان تطلق قذيفه واحدة..
قالها حميدتي بالامس القريب، بانه هزم جيشاً يمتلك اكثر من 300 دبابة..
الحقيقة لو لم يكن يعلم ما آل اليه هذا السلاح لما تجرأ ليخوض حرباً.. لو كان يعلم ان هذا الجيش يمتلك 20 دبابة فقط تعمل بكفاءة!
غاب سلاح المدرعات في الجنينة، و نيالا، و زالنجي، و الضعين، و بالطبع في مدني..
قادر تتخيل جيش يحارب بلا دبابات، او مدرعات؟
يعني يومية الدبابات في الجيش لا شيئ!
كسرة..
طبعاً الكل رأي كمية من الدبابات في الجزء الشرقي من السلاح الذي إجتاحته قوات الجنجويد..و قد عرضوها لمرات عديدة..
هذه هي حقيقة سلاح المدرعات في كل وحدات الجيش، اصبحت كل الدبابات، و المدرعات عبارة عن خرد بالية، بفعل خطة جهنمية ممنهجة..
اخيراً..
عن نفسي واثق من إنتصار الشعب، و الجيش الذي يقاتل الآن رغم خيانة القيادة، و تآمرها.. لذلك سنخوض حرباً عليهم بفضحهم ، و عرض الحقيقة المجردة امام الشعب السوداني ..و امام صغار الضباط، و الصف، و الجنود..حتي يتحرر هذا الجيش المغدور..
من اول يوم للحرب اعلنت دعمي للجيش، و قلت بكل إحترام، و ادب مقولتي المشهورة..
” يمكن التغيير تحت غبار المعركة”
و لكن خيانة القيادة، و غدرها بالجيش، و الشعب السوداني فاق الإحتمال، و الصبر..
جيشنا الذي نحترمه، و نقدره هم صغار الضباط، و ضباط الصف، و الجنود الذين يمثلون وجدان الشعب السوداني..
تحدي..
اتحدى رئيس الاركان الفريق محمد عثمان الحسين رجل حميدتي الاول، و كل اركانه ان يظهر احدهم في لقاءً وسط ضباط و صف و جنود الجيش الذي هم علي رأسه..
الضباط، و الجنود الذين فقدوا رفاق لهم و احبة، و دفعت اسرهم، و ابناءهم، و عائلاتهم، و شعبهم ثمن خيانتكم، و عمالتكم، و تواطؤكم، و غدركم..
اتحداكم، لن، لن، لن تفعلوها، و إلا ح تشوفو كتاب..يا رمم..
هاكم دي..
تصدق يا مؤمن كتيبة المدرعات الوحيدة في الجيش السوداني، التي تعمل بكفاءة عالية كانت ضمن لواء الباقير الذي قام العميد مامون رجل رئيس الاركان بتسليمه في ايام الحرب الاولى ” تسليم مفتاح” مع 65 عربة قتالية بكامل التسليح؟
بعد كل هذا لو تحدثنا فنحن العملاء، و العدو الذي يريد هزيمة الجيش، و تفكيكه..
حسبيّ الله و نعم الوكيل..