أيتام دار المايقوما بالسودان يصارعون الموت جوعًا
كسلا : ندى عمران
مطلع الأسبوع الجاري، لقي 6 أطفال من أطفال دار المايقوما للإيواء في السودان حتفهم بعد إجلائهم من مدينة ود مدني بوسط البلاد إلى مدينة كسلا، إثر تصاعد حدة الإشتباكات بها، وبقائهم في الشارع لمدة 48 ساعة لمنع دخولهم إلى المدينة بحجة الترتيبات الأمنية للأطفال، ومن بينهم أطفال من ذوي الإعاقة.
«نحن لسنا بخير.. الأطفال يواجهون الموت وحيدين».. يسرد رضوان علي مهدي، صاحب العشرين عامًا، أكبر أبناء دار المايقوما سنًا، معاناة نحو 560 طفلًا من بينهم حوالي 400 طفل أغلبهم لم يتجاوز عمره الأربع سنوات، بجانب 50 أما بديلة تقوم برعاية الصغار، يعيشون في ظل ظروف غير آدمية، بداية من الصراعات التي فروا منها في مدني، وافتراشهم لأرصفة الشوارع حتى دخولهم إلى مدرسة إيواء بجانب عدم توفر الطعام لهم.
أزمة أطفال دار المايقوما، ليست بالجديدة فمع بداية الحرب السودانية تم إجلاء الأطفال من دارهم الأصلية في العاصمة الخرطوم إلى مدينة مدني، وبعد تصاعد حدة الإشتباكات العنيفة، تم إجلاؤهم مرة أخرى إلى كسلا، وفي يوم الأحد الماضي، كان الأطفال يفترشون الشوارع ويبيتون الليل على الأرصفة مما تسبب في وفاة 4 أطفال تتراوح أعمارهم من يوم وحتى 4 سنوات، بجانب وفاة طفلين آخرين بعمر 6 سنوات وحتى 12 عامًا، حتى التحقوا بالمدرسة بعد يومين من التواجد في الشارع.
أطفال دار المايقوما
«شالونا وحطونا في مدرسة، القوات المسلحة قامت بتفتيش الباصات، ووجهت عددًا من الأطفال إلى المستشفيات، المدرسة كانت رافضة تستلمنا وظللنا في الشارع دخلنا بصعوبة، ونقعد الآن في حوش المدرسة.. 6 أطفال ماتوا والبقية يصارعون الموت في ظروف غير آدمية بالمرة» يقول رضوان، متابعا: الأطفال قاعدين تحت الشجر بلا فصول وللآن بلا ملابس ومتسخين لا نملك ملابس ولا مواد غذائية.. الوضع صعب الناس لا يخافون الله في الأطفال، يتاجرون بدور الإيواء.. أنقذوا الأطفال فهم ليسوا طرفًا في الصراع.
يطالب الشاب العشريني كافة الدول المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والطفل لإنقاذ أطفال المايقوما من الصغار والكبار، مردفًا: نطالب كل الدول بالاهتمام بنا وإنقاذنا.. نريد مبنى كبيرا خاصا بنا حتى لا ندخل في الصراعات الدائرة في البلاد، الأطفال يدفعون الثمن.. نناشد حقوق الغنسان والمنظمات الحقوقية لإنقاذنا.
جدير بالذكر، أن المايقوما دار تتبع وزارة الرعاية الاجتماعية الحكومية في ولاية الخرطوم، ومسؤولة من الحكومة مسؤولية مباشرة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.