منوعات وفنون

البرهان ببادية دار حامد ..صوت الأرض يعلو على كل الانتماءات

متابعة : محمد أحمد الدويخ

لوحة التأريخ يجسدها شاعرٌ استرجع امجاد مشاور جمعة سهل ومعجزة قريب محمد راجع ..

على مدى ثلاثين عام او يزيد لم تشهد بادية دار حامد بشمال كردفان زيارة مسئول رفيع بالدولة منذ ان زارها الراحل المشير الزبير محمد صالح نائب رئيس الجمهورية حينها المشير عمر البشير مطلع التسعينات .
وتُعد زيارة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الى منطقة ام سيالة اليوم الثلاثاء 21 / 3 / 2023.م بمثابة الرياح التي هبت على (ضرا) تلك البوادي مترامية الاطراف وعلى الاهالي اغتنامها وعرض احتياجاتهم الخدمية الاكثر اهمية دون النظر الى نبض الشارع السوداني الذي ظل متناقضا في ولاءاته للحكام والرسميين بالدولة دون الاتفاق على احد او جماعة .

لوحة التاريخ يجسدها ابو السارة :

عرفت بادية كردفان عموما ودار حامد على وجه الخصوص بالذكاء الفطري في ادارة الحياة ونظم الاشعار والقوافي والدوبيت حيث سارت الركبان باشعار الملهم الدوباي عبدالباقي ود ام سيالة أشعر من وضع رباعيات النم والغزل والدوبيت على نبض الحياة الادبية وتفاصيل البيئة البدوية شفاهة على رؤوس الرعاة والعاشقين وحداة الابل ، كما برزت شخصية الرجل العصامي قريب محمد راجع كاتب الدونكي الذي نال درجة الدكتوراة من جامعة ام درمان الاسلامية ذات الجامعة التي كان يعمل بها قريب محمد راجع خفيرا على بوابتها الرئيسية ولكنه احتمل في سبيل ذلك ان يكون عالما في بادرة لم تحدث في الوجود الانساني بكل اقطار الدنيا كما ان قريب يُعد اكثر المؤلفين المسرحيين الذين كتبوا المسلسلات الاذاعية بالاذاعة السودانية القومية (هنا ام درمان) على مر التاريخ منذ تأسيسها في 1940.م عالج فيها قضايا الثار والنزاعات والمجتمع والعادات الضارة .
فاليوم يسترجع الشاعر الفاتح أبوالسارة تلك الامجاد وهو يجسد تاريخ باديته عبر القوافي والمطالب والحقوق الملزمة بجانب الشاعر الوسيلة عبر الرحمن احد ابرز الاسماء الشاعرية التي تعرف طبيعة الارض والمجتمع وأولوية المطالب وكل ما لم يقله الناظر محمد احمد تمساج ناظر دار حامد .

دار حامد والتأريخ ..
لحظات خالد تستحق الوفاء :

لم تكن دار حامد بالعرق المجهول او الجغرافيا منزوعة الهُوية كما يريد لها بعضُ المشاترين بانتماءاتهم السياسية والفكرية الضيقة وهجاء الاخر في بلد لن يتفق فيه اثنان على الانتماء لقائد او رئيس ، ويكفي ان دار حامد الجغرافيا والهُوية قدمت للسودان رموزا منذ فجر الاستقلال الباكر وليذكر التأريخ ابطالا لنا ولتحفظ الأجيالُ أنه بتاريخ
19 / 12 / 1955.م عندما عقد مجلس الشيوخ والنواب السوداني جلسته التاريخية الخالدة داخل البرلمان وتقدم السيد /عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكة نائب دائرة٤ بقارة نيالا غرب باقتراح بان يتم تقديم اعلان باسم الشعب السوداني للحاكم العام من البرلمان بأن السودان أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة والمطالبة من دولتي الحكم الثنائي (بريطانيا ومصر ) الاعتراف بذلك .

كان الشيخ مشاور جمعة سهل نائب دائرة دار حامد غرب (المجانين) اول من ثنى ذلك المقترح بقوله :

(جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرف تأريخ هذه البلاد المجيدة وسوف تكون فاصلا بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذي يجعل السودان أمة بكل مقوماتها لا تستوحي في شئونها الداخلية والخارجية الا مصلحة الشعب وارادة الامة وتقيم علاقتها مع الدول جميعا على قدم المساوة ببن ند وند وسيد وعبد.)

البرهان في بادية دار حامد ..
صوت الأرض يعلو :

مشهد الهجانة يبث الهيبة في المكان ويسترج تاريخ الأبالة الغابر كانت رمزية ارفع من ان يسقطها هتاف واحد فقد انتابت الحاضرين عزة وانتماء واحساس يحث على الوفاء للارض ..تلك التي ظل صوتها يعلو على كل الانتماءات الحزبية التي طالب ببترها شاعر العلم والعقيدة المجيد محمد سعيد العباسي ذات يوم ببوادي كردفان وهو يشدو :
إن التحزب سمٌ فاجعلوا ابدا
يا قوم منكم لهذا السُم ترياقا ..
لا تعجزوا أن تكونوا للهُدى قبسا ..
فكلكم قد زكا غرساً وأعراقا ..
نعم اوجز الناظر محمد احمد تمساح ناظر دار حامد مطالبه الخدمية لعظمة المناسبة والتي يعنى بها بادية دار حامد اولا في حضرة رجل الدولة الاول اتفق الناس او اختلفوا وكان لزما على الناظر ان يسمع الاجابة حيث تعهد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان بايجاد الحلول الممكنة لقضايا المنطقة الخدمية الشائكة متمثلة في التعليم والصحة وماء الشرب لتوفير (100) طاقة شمسية لخدمة المياه بالابار والدوانكي بجانب توفير (50) ألف وحدة إجلاس بالمدارس وعدد (5) عربة اسعاف ومراجعة قضايا الصحة مع الجهات ذات الصلة .

واشاد رئيس المجلس السيادي بالدور الكبير الذي ظلت تؤديه الادارة الاهلية وتعاونها الكبير مع أجهزة الدولة الرسمية ممثلة في القوات النظامية او التعاون مع موظفي الخدمة المدنية وتفعيل واجب الاجاويد في تضميد الجراح وحل قضايا الاقتتال والنزاعات القبيلة وتوظيف كل خبراتها الاداريةةالمتراكمة .
كا ثمن تلاحم الشعب الكردفان مع الهجانة التي تمثيل رمزية مهمة لانسان المنطقة ذات الطبيعة البدوية خاصة بادية دار حامد وقادتها الذين عرفوا بالانتماء للارض خدمة ونماء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى