تقارير

ثوار مفرج عنهم يروون تفاصيل التعذيب داخل المعتقلات

 

  • المفرج عنه سانتو : حاولو تغيير وتعديل أقوالنا حتى تتماشى مع سير يوميات التحري

  • سوار الذهب : جردوني من ملابسي وترجيتهم بأن يستروني

  • مايكل : أحدهم طلب مني أن اشهد ضد رفاقي المتهمين أمام المحكمة “شاهد ملك

 

على الرغم من الفرحة التي كانت بالأمس عقب الافراج عنهم، إلا أنهم كان يحملون بداخلهم ألماً وحزناً كبيرين مما تعرضوا له من الانتهاكات بدءاً من اقتيادهم وحتى فترة التحقيقات معهم من قبل الاستخبارات العسكرية، في مكاتب التحقيقات والتي تجاوزت مرحلة الضرب والتنكيل ووصلت حد التجريد من الملابس والتهديد بالاغتصاب، والسبب والتلفظ بالألفاظ النابية، والاتهام بتعاطي المخدرات، وكأنما هناك توجيه بان تمارس هذه الانتهاكات على الثوار، أيضا ذكر أحد المعتقلين زوراً بأنهم لم يكن لهم سابق معرفة وجمع بهم السجن في هذه القضية، ولكن سلطات الانقلاب تريد أن تعكس أنهم رتبوا وخططوا ونفذوا وكأنهم خلية ارهابية تتبع للدواعش، او بقية الأجسام الارهابية هكذا كان الانقلابيون ينوون تصوير لجان المقاومة والاجسام الثورية وكل من ينتمي لثورة ديسمبر على تلك الصورة، ولكنهم تفاجأوا بان الثوار يقفون مع بعضهم وكأن الأمر لا يعنيهم وهم داخل السجون وتلتمس حديث نيلسون مانديلا حين ذكر لمستعمر بلاده وهو في سجونهم بأنني في بلدي ولكن أنت المسجون لأنك لا تعيش في بلدك، ولن تستطيع أن تملي علي القبول بكم . هكذا قرأت (الجريدة) في عيون كل من المفرج عنهم الثلاثة سوار الدهب، مايكل وسانتو ونظراتهم حينما جلست معهم بمنزل حمزة صالح محمد الشهير “بـ سانتو”.

الخرطوم : فدوى خزرجي

(1) التعذيب
“كنا نتعذب ألف مرة ولا توجد كلمات نوصف بها ما مررنا به” بهذه العبارة ابتدر المفرج عنه في قضية مقتل رقيب الاستخبارات العسكرية سوار الدهب ابو العزائم حديثه لـ”الجريدة” ثم عاد بذاكرته الى اليوم الذي ألقي القبض عليه، وكان الحزن يملأ عينيه، ووصفها بالأيام المؤلمة، ثم بدأ في سرد التفاصيل وقال: اقتحمت قوة من الاستخبارات العسكرية منزلنا بتاريخ 29 مارس 2022م عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، وقامت بإطلاق الرصاص الحي داخل المنزل واعتدوا على عدد من أفراد الاسرة من بينهم جدي وخالي، ثم اقتادوني بعربة “هايس”، ثم صمت لبرهة وكانت عيناه ممتلئة بالدموع، وواصل في السرد من هنا بدأ مسلسل التعذيب، من داخل عربة الاستخبارات من الضرب “بالدبشك”، وتم خنقي وضربي بالكفوف” طول الطريق، ثم توجهوا بي الى مقار فرعية المباحث بالسوق العربي، وعند وصولي الى مدخلها مزقوا ملابسي التي كنت ارتديها وأصبحت “عارياً” . وأردف ثم بدأ اكثر من 12 فرد من بينهم الضابط المشرف بالاعتداء عليّ بالضرب المبرح بخرطوش “بي دي ار” وبالايدي في الوجه، ” بما تسمى “بحفلة الاستقبال” مما أدى الى تورم في الجسم، بعد ذلك امرني الضابط بأن اجري داخل الحوش وانا “عاريا” لربع ساعة وبعدها تم اقتيادي الى الداخل. وتابع : عقب ولوجي الى داخل المكتب عاودوا لضربي ثانيا ووجهوا لي سؤال “هل اغتصبت الرقيب، وانت من قلت لرفاقك خلوه لي أنا غضبي كبير”، وكنت اقسم لهم بالله لا أعلم شيئا عن اتهاماتكم، واستمروا في تعذيبي لأكثر من ثلاثة ساعات، وبعد ذلك قيدوني بالسلاسل الحديدية خلف خلاف وتم وضعي يدي اليمنى مع رجلي اليسرى وأنا على الارض.

ثم اخذ نفساً عميقا مجددا وبحزن وقال: بعد أن وضعوني داخل مكتب ضابط بذلك المنظر بدأت اترجى فيهم بأن يستروني بملابس وجلبوا لي بنطلون ممزق بعد اربعة ساعات، ووصف الليلة الاولى بالكابوس، وذكر مارسوا علي ضغوطا نفسية بالإضافة الى حرمانه من الدخول الى دورة المياه لقضاء حاجته، ومنعه من الصلاة وشرب المياه، وزاد: عقيد بالشرطة مارس عليّ تعذيب نفسي بالتهديد، بعد ذلك وجه بنقلي الى فرعية التحقيقات بحري مكثت بها 23 يوماً، وبعد ذلك تم نقلي الى سجن الهدى ومكثت في الانتظار لفترة خمسة أشهر، وبعد ذلك تم نقلي الى سجن كوبر وكنت في الانتظار لستة أشهر وبعد ذلك بدأت جلسات المحاكم 21/9/2022م وفي ذات التاريخ لأول مرة اعلم بأن قسمي الاوسط، وبعد أربعة أشهر من تاريخ اعتقالي علمت بأني متهم بجريمة قتل بالمادة 130، لجهة انهم طوال فترة التحقيقات ذكروا لي بأن تهمتي اغتصاب. وأكد سوار الدهب على أن الاستخبارات العسكرية كانت تقوم بجمع معلومات عن مجموعة غاضبون وملوك الاشتباك، واعضاء لجان المقاومة، وناظم سراج، وبرر ذلك لجهة انهم طوال فترة التحقيق وجهوا لي اسئلة لا علاقة لها بالقضية، بل كانت جميعها تدور حول تلك الاجسام.

(2) شاهد ملك
أما المفرج عنه مايكل جيمس اشار الى انه تم القبض عليه بتاريخ 2/ 8/ 2022م من مكان قهوة بعربة بوكس، وقال: أغلقوا عيناي بقطعة قماش، وكنت مصاب بكسر في الفك، وتعرضت للتعذيب داخل مكاتب الاستخبارات بشارع المطار استمر لأكثر من ربع ساعة، وتم ضربي ضربا مبرح بالهراوات من قبل أربعة افراد، في اليوم الثاني اول يوم للتحقيقات تم الاعتداء بالضرب “في كوع يدي، والرجل” والضرب في الفك مما ادى الى كسر “تقويم الاسنان” وادى ذلك الى جروح في الفم والتورم. وطلب منه أن يشهد ضد رفاقه المتهمين أمام المحكمة “شاهد ملك” “حمزة، سوار، اشرف، خالد مامون” وتعهد له في حال تم ذلك يتم الافراج عنه، واردف: الا أنني رفضت ذلك الطلب، بعد ذلك أمر الحارس بأن يتم اعادتي الى الحبس الانفرادي ومكثت لمدة 18 يوماً، دون طعام لشهر كامل بسبب الاصابة بالفك، مما أدى الى تدهور حالتي الصحية، وطلبت بأن يتم عرضي على الطبيب المختص إلا أنهم رفضوا ذلك، كما أكد بأنهم لم يكن لهم سابق معرفة وجمع بهم السجن في هذه القضية.

(3) تغيير وتعديل أقوال
وقال حمزة صالح محمد الشهير “بسانتو” تم اعتقالي في 24/3/2022م واقتادوني بعربة اكسنت بيضاء بدون لوحات اربعة من قبل افراد بزي مدني الى مبنى الاستخبارات بشارع المطار، وتعرضت للضرب لأكثر من ربع ساعة والتهديد بالاغتصاب). واكد أن الاستخبارات العسكرية تراقب صور الثوار من خلال صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ودلل على أنهم عرضوا عليه عدد من صور الثوار من بينهم الشهيد سيزر قبل استشهاده، واضاف: طُلب مني أن اكون شاهد ملك على رفاقي المتهمين، ورفضت ذلك الطلب، وأكد أنهم يقومون بتغيير وتعديل الاقوال حتى تتماشى مع سير مع الاقوال في يوميات التحري. ووجه رسالة شكر لهيئة الدفاع من المحامين، ورفاقهم الثوار ولجان المقاومة، وحقوق الانسان، والمفوضية القومية لحقوق الانسان، ووسائل الاعلام الذين وقفوا معهم في قضيتهم. وفي الختام أكد الثوار الثلاثة المفرج عنهم بأنهم سيشاركون في المواكب الى أن تتحقق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، وجددوا تمسكهم بالوقوف مع رفاقهم الثوار المتهمين في قضية مقتل العميد بريمة توباك ورفاقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى