رأي

البرهان وحميدتي.. وجهان لعملة واحدة..!

بقلم : محمد خبير

لم أحتفِ بتصريحات قائدي الإنقلاب العسكري البرهان وحميدتي رغم خطورتها وتأثيرها على المشهد السياسي في السودان لقناعة راسخة لدي مفادها أن البرهان وحميدتي كما الجسد الواحد إذا إشتكى عضو منهما تداعى الجسد الآخر في حياكة المؤامرات والدسائس والتربص بالفترة الإنتقالية، وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي ويحاول كليهما شراء الوقت لإطالة أمد الإنقلاب الغاشم..!
لن تنطلي علينا تلك المسرحيات السمجة، وتلك المناورات السياسية منهما، لجهة أن الشعب السوداني جرب مجرب تنصل قادة الانقلاب عن العهود والمواثيق، وكم من إتفاق نقضه غزل الإنقلاب المشؤوم..!
قد إختلف مع الرفاق في الحرية والتغيير المجلس المركزي بأن الجيش سوف يعود إلى الثُكنات العسكرية، لنقولها لن يعود البرهان وحميدتي والكباشي سوف يدورون حول حمى السلطة، حتى توقظنا زرقاء اليمامة من سباتنا العظيم، ودونكم تصريحات الرجلين الغارقة في التنصل، تارة حميدتي داعماً للإتفاق الإطاري، وعلى النقيض يتفضل البرهان على العملية السياسية ويضع شروطاً تعجيزية، يحدث هذا العبث السياسي بإتفاق بينهما للتذاكي على الشعب السوداني..!
وكأني بالبرهان وحميدتي يبحثان عن مستحيلات الدنيا من خل وفي، وعنقاء..!
التوافق الوطني السياسي لن يحدث في السودان، ودونكم تجارب الساسة في السودان مذ عقود إنعتاق الدولة السودانية من المستعمر، متلازمة الخلاف هي ديدن النخب السياسية السودانية، نتفق على أن نختلف، نتفق في الجوانب الإجتماعية، ونختلف على قضايا الوطن، عبارة إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية نترجمها فعلياً وحرفياً في علاقاتنا الإجتماعية، ونلفظها في أول مشكل سياسي، يا للمفارقة والغرابة..!
فسّر البعض تصريحات البرهان ونائبه بأنها نذر مواجهة عسكرية تلوح في قيادة الجيش، نقول لهم لن يحدث ذلك فالبرهان وحميدتي ما يربطهما أكثر ما يفرقهما، وإن كثرت التصريحات الجوفاء،الخرقاء، الرعناء..!
محاولة الإحتفاء بتصريحات قائد الدعم السريع، بأنه سنداً وعضداً للمكون المدني فحميدتي دائماً ما يلعب على حبلي المدنية والعسكرية إن جاز التعبير..!
الرفاق في الحرية والتغيير لا تغرنكم تصريحات حميدتي، فنحن المغدورون والمكلومون من حميدتي، والبرهان..!
سوف نرى الممانعة والتسويف من البرهان وحميدتي وغداً سوف يهجم نمر الإنقلاب، ويُجهز على آمال وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة، ونصحو على ضحى أنغام المارشات العسكرية..!

2023/2/18

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى