رأي

وطن..خلف القضبان..!

بقلم : محمد خبير

 

يسألونك عن السودان.. فقل فيه قتال فيه شديد، وكبير، الموت في كل مكان، صوت الرصاص، قتل صوت الأمنيات والأغنيات، قُتل الأبرياء، فصاروا شهداء، فأضحى أباؤهم وأمهاتهم هم البؤساء، والأشقياء، و ديارهم باتت فناءً..!
يسألونك عن السلام، فقل لهم بلاد النيلين، ترزح تحت وطأة الحرب منذ عقود طويلة، وُقعت إتفاقات كثيرة بغية تحقيق السلام، ولا تزال الحرب مستعرة، ولم تضع أوزارها، دوي الرصاص هو الطاغي، تُبذر بذور الفتن، عوضاً من بذرة غصن الزيتون..!
قادة السلام، وهم قادة الحرب، وتجارها، يقتسمون السلطة، ويتركون النازحين يحاصرهم الجوع، و المسغبة، والفاقة، يسكنون الثريا، وفي القصور الرئاسية المخملية، يرفلون في النعيم، والنازحين في الجحيم، وفي العراء، بلا كلا، وبلا دواء..!
ويسألونك عن الحرية، بيوت الأشباح، أكثر من بيوت الأفراح، الزنازين، أكثر من الساكنين.. بداخلها الشرفاء، و النبلاء، و السفهاء، البلهاء هم الطلقاء يمرحون ويستريحون بلا عناء..!
ويسألونك عن العدالة؟ فقل لهم قانون المرأة المخزومية هي التي تفصل بين المتخاصمين.. تسرق فاطمة السودان ولا يقطع يديها من خلاف، ويسرق القوي فيتركوه حراً طليقاً، ويصلب الضعيف ويقام عليه الحد..!
يسألونك عن السودان؟ فقل لهم بئر معطلة، وقصر مشيد، موارد كثيرة، وثروات منهوبة في جيوب الحكام، صارت مزارع السنابل، مرتعاً للقنابل، وقُتلت كل القبائل..!
ويسألونك عن التوافق الوطني؟ فقل لهم هم الفرقاء، وأتفقوا على ألا يتفقوا مذ بزوغ فجر الإستقلال، الساسة هم البطالة وقاصري النظر، ينظرون إلى مصالحهم الشخصية لا إلى مصالح شعوبهم، في مشهد عبثي يعكس العهر السياسي الذي يمارسونه ضد الشعب السوداني..وصدق منصور خالد، النخبة السياسية، و إدمان الفشل، بلد أحزابها أكثر من سكان الشعب السوداني، بلد فيها حزب لكل مواطن، كما يقولها الأستاذ محمد عبد الماجد..!
متى يغدو السودان نحو رحاب الحرية والسلام والعدالة، وطن أفنى فيه مجحوب شريف زهرات شبابه، منافحاً، ومكافحاً عن بلاد النور، وكل الخير، وطن نحلم بيهو يوماتي، وطن عاتي، حر ديمقراطي، وطن نتنفس فيه على أغنيات الفيتوري، أصبح الصبح فلا السجن، ولا السجان باقٍ..!

2023/2/16

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى