الخرطوم تشعل غامبيا وغينيا وكوت ديفوار
شعراء إفريقيا : ملتقيات الشارقة فتوحات أدبية وننتظر الجولة الثانية
كتبت : إبتهال تريتر
فتح بيت الشعر بالخرطوم أبوابه لشعراء إفريقيا في مطلع ٢٠٢٣ إيفاء لوعد أطلقه في العام السابق برعاية الشعراء الأفارقة وفتح منافذ حقيقية تبرز كتاباتهم وإيجاد المنابرالتي تمكنهم من تطوير تجاربهم وتحقيق اندماج فعلي في المشهدين العربي والإفريقي.
بدأ الأمسية الشاعر أبوبكر أنجاي من دولة غامبيا المولود بنوفلي، بدأ مشواره الدراسي من الكتاتيب ثم التحق بمدرسة بشرى الإسلامية من الروضة إلى السادس الابتدائي، ثم استمر الإعدادية في المعهد بندن ماساني الإسلامي التابع للاتحاد الإسلامي الغامبي حصل على شهادتي الإعدادية والثانوية في معهد بندن ماساني الإسلامي التابع للاتحاد الإسلامي الغامبي، والجامعية، جامعة إفريقيا العالمية.
وهو أحد معلمي الكتاتيب، كما شغل منصب الأمين الثقافي في المعهد الذي تخرج فيه، والأمانة الأكاديمية والعامة والمقرر في لجنة الشورى السابقة لاتحاد الطلاب الغامبيين بالسودان.
ومن شعره
أسْرَى بيَ الشّعرُ ليلاً نحوَ مُنطلقِي
بِأنْ أزُّفَ على الأشبالِ مِنْ ألقِي
بِأنْ أزُّفَ إلى الآفاقِ منْ صَدحِي
يظلُّ يُنشِـدُ تَغْريدًا مِنَ الوَرقِ
أُبَارِزُ الحرفَ مُزْوَّرًا بِحِنْكَتِهِ
منْ شاطئ البحر مفتاحًا إلى الأُفُقِ
تُطِلُّ بين يَديهَا الضادَ مِنْ نَزَقِي
على خُطَى سيبويه ما سيُعربُهُ
مِنَ المفاعيلِ حيثُ النصْبُ مُنْطلقِي
وَوَحْيُهَا رَافِعِيٌّ في مسالِكِهِ
وفي الْحَرِيريُّ إِبْرِيزٌ مِنَ النَسَقِ
تَثُورُهَا صَفحاتٌ كيْ تُؤرِخُهَا
هُوِيَّةُ الضادِ فيها كلُّ مُتَّفقِ
يَظَــلُّ يَقْـرِعُ آذانًا بأُغْنِـيَـةٍ
*تُوحِي القَراطيسُ ما يَخْتَارُها حَذَقي
يَظَلُّ يَرْسُمُ أَمْجادًا مُؤَصَّلةً
نحوَ المَجَرَاتِ ما للشّعرِ مِنْ فَلَقِ
لِيَحْتَفِي التِّيهُ في مَكْنُونِ أَوْرِدَتِي
ويَرْتَقِي البِشْرُ في وَجْهِي ومُفْتَرَقي
ثم قرأ من قصيدته لبلاده غامبيا
شوقًا إليها دائما أتفكرُ*
وإلى متى هذا الغرامُ يُسَّطَرُ
شوقًا إليها واللَّواعِجُ جَمرةٌ
مِنْ دُونِها لا عيشَ لي أتأثَّرُ
شوقًا إلى دَوْحِ الأَرُومَةِ فَيْنَةً
فَيْنَانَةٌ أُخْرَى هنالك أفخَرُ
مُتَبَلسِمًا بِمياهِ رَوضٍ بِالجَوَى
ومُتَيَّمٌ بِرَبَابِهَا أسْتَمْطِرُ
الطَّودُ فيها بَاذخٌ وتُرابُها
للزَّارِعِين جَمَالُها مُتَحَيِّرُ
وإذا الجِيَاعُ تَنَهَّدَتْ أَيتَامُهَا
يَأْتُوكَ كُلُّ نَقِيعَةٍ يَا أَسْفَرُ
ومتى تَهَيَّجَ بِالْأُوَامِ غَلِيلَةً
والسَّلْسَّلُ العَذْبُ الزُلاَلُ يُبَشِرُ
والضيفُ فيها ضيغمٌ ومُكَرَّمٌ
لا يَعْتَرِي ذُّلاً هناك ويُحْقَرُ
ولَرُبما ضَيفٌ يُهَّتِكُ مَوْطِنًا
وتَرَى السَوَادَ لضَيفِهِ يَتَغَيَّرُ
يا ليتني بلدٌ بِمِثْلِكَ غامبيا
حتى البُغَاثُ بِأرضِها تسْتَنْسِرُ
أما الشاعر الثاني محمد دانسوكو من جمهورية غينيا كوناكري، شاعر وروائيّ، وباحث في مرحلة الدكتوراه في كلية الإعلام، قسم الإذاعة والتلفزيون والإعلام الجديد، بجامعة إفريقيا العالمية، درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدينة سيغيرن، وأكمل المرحلة الثانوية والجامعية في مدينة كانكان، وتخرّج في جامعة زويليس انيريري في جمهورية غينيا، وحصل على درجة الدبلوم العالي والماجستير في الإعلام في جامعة إفريقيا العالمية في السودان.
#ــــــ فاز بالمركز الثاني في جائزة عبد الرحمان العبد الله المشيقح في السعودية.
#ـــــــ فاز بجائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من قبل سفارة الإمارات في السودان المخصصة لجامعةإفريقيا.
#ــــــــ له ديوان غير مطبوع: “باكورة الروضة الأنف”
#ـــــــ له رواية بعنوان: “غريق زورق الأحلام”
#ــــــــ القنوات الفضائية وانعكاساتها على ثقافة المجتمع في جمهورية غينيا (بحث علمي لنيل درجة الدبلوم العالي في الإعلام).
#ـــــــ فاعلية البرامج التلفزيونية في معالجة الأزمات المحلية (بحث علمي لنيل درجة الماجستير في الإعلام).
ومن نصوصه
قَدَ كَانَ لِي رَسْمٌ عَلَى وَجْهِ الْمَدَى
فِي نَقْـلِهِ تَـــتَـنَـــافَـسُ اللَّـوْحَاتُ
رَسْـمٌ يُـتَـرجِمُ لِلــزَّمَـانِ هُـوِيَّـتِى
في حِـيـنِ تَفْقِدُ وَعْيَهَا الْكَلِـمَاتُ
مَاذَا جَرَى مِنْ بَـعْدُ حَـتَّى يَنْطَفِي
قَبَسِي وَتُـعْدِمُ رَسْـمِيَ الْـمِـمْحَاةُ؟
شَاهَدْتُ مِنْ وَحْيِ الْبَصِيرَةِ صُورَتِي
فَـنَـبَـذْتُ مَا تَـهْـذِي بِـهِ الْـمِـرْآةُ
مِنْ سِدْرَةِ الْمَعْنَى هَبَطْتُ قَصِيدَةً
تَـخْضَرُّ فِي أَلْــحَــانِـهَـا الــنَّـغَمَـاتُ
فِي بَـوْحِهَا تَـأْوِيلُ رُؤْيَا بَصْـمَـتِي
وَالذَّاتُ تُحْسِنُ عَـزْفَهُ الْـبَـصَمَـاتُ.
وفي قصيدته للقارة السمراء يقول
أَنْـتِ الـنَّـهَـارُ الَّـذِي لَا لَيْلَ يَـنَـسَـخُهُ
وَكُـلُّ ضَـوْءٍ عَـلَى مَـرْآكِ يَــنْــطَــفِئُ
أَنْـجَبْـتِ مِنْ أَضْلُعِ الْهِـمَّـاتِ كُلَّ فَتًى
شَهْـمٍ عَلَى الْـمَـوْتَةِ الْحَمْرَاءِ يَجْتَرِئُ
يَا سُـلَّـمًـا بِـوَرَاءِ الْـغَـيْـبِ مُـتَّـصِـلًا!!
خُذْنِي إِلَى حَـيْثُ يَفْدِي رِيَّـهُ الـظَّمَأُ
وَحَيْـثُ خَرَّتْ جِـبَـاهُ الـنَّـارِ سَاجِدَةً
لَـمَّـا تَــأَلَّـهَ فِي نَـامُـوسِـهِ الْـحَـمَـــأُ
لِـقَــارَةٍ هِيَ أُمٌّ لِــــلْـــــعُــــــلَا وَأَبٌ
فِي ظِلِّهَا يَتَصَافَى الْغُصْنُ وَالْحَدَأُ
بِـحِـضْـنِ تَـحْـنَانِهَا الْآلَامُ غَـافِـيَـةٌ
وَيَغْـمُـرُ الْـحُـزْنَ مِنْ أَنْغَامِهَا الْهَـنَـأُ
شَـادَتْ بِـهَـنْـدَسَـةِ الْإِلْـهَـامِ أَفْـئِـدَةً
كَـانَ الْـخَـرَابُ عَلَى أَنْـقَاضِـهَا يَـطَأُ
قدم الأمسية الشاعر والإعلامي تراوري علي من كوت دي فوار والذي أظهر معرفة جيدة بالشعر العربي وتفضل بتقديم متميز للتجارب الإفريقية المختلفة وثقافات الأقطار والوقوف عند أعلامها التي اتخذت من العربية منصة لها وطرح تراوري أسئلة محورية ألهبت القاعة
تحدث كلا الشاعرين عن وضع اللغة العربية في بلاده والمشهد الأدبي الإفريقي وكيف أنهم يستندون على تجارب جيدة وأن إفريقيا حاضنة للعربية والشعر بشكل جيد وأن دراسات اللغة والشريعة تجد قبولا وتوسعا وانتشارا وأنهم فخورون بإطلالة الشارقة على إفريقيا
و بداياتهم لم تك سهلة وأن إفريقيا تحتاج الفتوحات الأدبية وشددا على أن الموارد الأدبية هي الأكثر ثراء وأن بعض الأندية والمراكز الثقافية بدأت في التأسيس وتحدثوا عن ملتقيات الشعر في غينيا وعدد من الدول الإفريقيةواعتبروها فتوحات أدبية
قدمت بعض المداخلات القصيرة مركزة على الاتجاه للشعر الحديث والخروج من عباءة التقليد والمدارس الكلاسيكية والانفتاح على الحداثة وتياراتها الحديثة ومن ضمنها مداخلةالأستاذ عبدالله أدروب الذي انصب حديثه حول ضرورة التواصل والانفتاح على بعضنا البعض وأننا نجهل الأدب الإفريقي وأن الآلة الإعلامية ظلمت إفريقيا كثيراوأن هذه الحواجز الثقافية لابد أن تكسر
أما أحمد جاه وكرموغو من دولة مالي ركزا على مستقبل الشعرالعربي في غرب إفريقيا وكذلك الرواية والقصة وغيرها وأوضحت الإجابات أن الشعر أفضل بكثير من الرواية التي تعتبر فقيرة جدا مقارنة مع الشعر
الأمسية وجدت حضوراً بهياً من كل الدول الإفريقية التي توفد طلابها لجامعة إفريقيا ويعزز بيت الشعر شراكته الدائمة معها ليضيف نقطة مهمة في صفحة الشعر العربي في إفريقيا