ذهب الوفاء بالعهد من البرهان وكباشي..!
عندما خنق الشعب السوداني الجسور إنقلاب البرهان بالمواكب الهادرة والصاخبة التي لا زالت تترى في الشوارع بالهتاف والنشيد،وأوقد الثائرات والثوار جمرات الثورة الغضى التي مابرحت تشتعل وعود ثقابها يضئ عتمة الشهداء في عليائهم ومرقدهم..!
هذا الحصار المفروض من كل مكونات الثورة أرغم البرهان ورهطه الإنقلابي إلى مناجاة قوى الثورة الحية أن هلموا إلى توافق جامع يخرج السودان من مأزقه التأريخي وحالة الإنسداد التي تسد كوة الضوء، فخرج من بيت العنكبوت ببيان في يونيو الماضي من العام المنصرم، بياناً مفاده خروج المؤسسة العسكرية من سدة الحكم وعودتها إلى الثُكنات العسكرية لتضطلع بمهام الأمن والدفاع عن تراب الوطن، فكان التداعي الجاد من قوى الثورة والحرية والتغيير أملاً منها في إنعتاق الشعب السوداني من براثن الإنقلاب وظلفه الذي قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، فخرج الإتفاق الإطاري من رحم النضال السوداني، فكانت قاعة الصداقة مكاناً للتوافق الوطني وشهدت توقيع إتفاقاً إطارياً في الخامس من ديسمبر من العام الماضي، بشهود دوليون و إقليمون ونفر عزيز من الشعب السوداني.
مضت العملية السياسية وفق المخطط لها، وعُقدت ورشة إزالة التمكين، وورشة إتفاق سلام جوبا، في ظل ممانعة حركتي جبريل ومناوي، ومن هنا تأبط الشر بالإتفاق الإطاري، وطل التربص به من قوى الثورة المضادة، مما دفع البرهان وطفق يصرّح بأن لا توقيع إتفاق مع جهة واحدة، وتبعه الكباشي في ذات التصريحات الموغلة في التنصل ونقض العهود والمواثيق، وعلى النقيض ظهر حميدتي بتصريحات تدعم العملية السياسية لجهة أنه يمثل المخرج الآمن للبلاد في ندية قد تلقي بظلال سالبة وتقود البلاد إلى مواجهة عسكرية وتكون كلفتها باهظة الأثمان..!
لعمري حالة الرمادية والضبابية في الراهن السياسي السوداني قضية يصعب سبر غورها، ولكن الشاهد أن الشعب السوداني لا يثق مطلقاً في قيادات الإنقلاب، فتارة يلبس البرهان بزة الثورة والمدنية، وتارة أخرى يرتدي عباءة الإنقلاب في حالة حربائية إن جاز التعبير، فالتلون وكنه المواربة هو ديدن البرهان، فكم من عهد نقضه مع الشعب السوداني!
وكم من ميثاق ووقع بمداد الدم تنصل منه البرهان وغدر به،ذهب الوفاء بالعهد من البرهان وكباشي، ولكن يا البرهان نقول لك لم يذهب الخير من الشعب السوداني الأبي فهم حافظين للتراث الإسلامي ولهم في الصحابي أبا ذر أسوة حسنة.. وأنت لك في مواعيد عرقوب نصيباً..!
2023/2/9م