رأي

فكي جبرين إستقيل .. يرحمك الله..!

محمد خبير

صرّح فكي جبرين وزير مالية الإنقلاب بأن الدولة عاجزة عن الإيفاء بمرتبات العاملين بالدولة لجهة أن الصرف على الأمن القومي وتسيير الدولة أفرغ خزينة الدولة وأرهق كاهلها، ودع الشعب السوداني إلى ممارسة فضيلة الصبر،وعزا ذلك إلى كثرة الإحتجاجات والإضرابات..!
ليته فكي جبرين لم يصرح هكذا تصريح بصفته وزيراً للمالية لو صدر من أي وزير آخر لهضمنا تصريحه ولقبلنا فكرته!
كيف لا تفرغ خزينة الدولة من الموارد والإيرادات وأنت إبان زيارتك إلى جنوب دارفور رافقك أسطولاً من العربات الفارهة وباهظة الثمن وذكرت بعظمة لسانك بأن إتفاق جوبا سوف يموّل من جيب المواطن السوداني الاشعث الأغبر، وشرعت في ذلك شهد الشعب السوداني ضرائب وأتاوات ورسوم باهظة فاقت ضرائب المستعمر الإنجليزي إبان حكمه السودانيون بقوة الحديد والنار وثارت جحافل أنصار المهدي وكان فتحاً جديداً للثورة المهدية..!
فكي جبرين في سبيل تنفيذ إتفاق جوبا حاصر الشعب السوداني بالضرائب المباشرة وغير المباشرة، مما أدى خروج الكثير من التجار وأغلقوا محالهم التجارية وشهدت البلاد موجة من الإضرابات جراء سياسات فكي جبرين المالية والنقدية التي لم تؤتِ أكُلها وباءت بالفشل وهاهو فكي جبرين يصرخ و بالصوت العالي بأن الدولة عاجزة عن سداد مرتبات العاملين بالدولة.
فكي جبرين من أين لك بالموارد وأنت كنت سبباً في فشل الموسم الزراعي الصيفي بعدم تمويل المزارعين وتشجيعهم على مضاعفة الإنتاج وشراء محصولاتهم بسعر مغري.!
الأدهى والأنكى بأن فكي جبرين هو عرّاب الإنقلاب وهو الذي قطع الطريق على السودانيين في التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية وحرمّهم من برنامج ثمرات.
في حكومة الفترة الإنتقالية خطت خطوات كبيرة نحو التعامل مع البنك الدولي والهيبك الدول المثقلة بالديون وكانت هناك وعوداً لإعفاء ديون السودان وفق روزنامة معينة فطل الإنقلاب بظلفه فحرم السودان من خطوة أرهقت كاهل الإقتصاد السوداني.
أدعّى فكي جبرين أن موارد الدولة أنفقت في الدفاع والأمن القومي ورأينا بأم أعيننا حالة السيولة الأمنية وسياسة شد الأطراف.. فشهدت الخرطوم ظاهرة تسعة طويلة التي أفزّعت الشعب السوداني وأقضّت مضاجعه، وباتت الخرطوم مرتعاً خصيباً لشبكات إجرامية وصارت العاصمة بلد النهب والقتل فتنام وتصحو باكراً على واقعة جديدة وحادثة جديدة أكثر بشاعة من نظيرتها!
أين الأمن والدفاع يا فكي جبرين!؟ والصراعات القبلية والحروب الأهلية مافئت في دارفور وعداد الموتى في تزايد مستمر والنيل الأزرق تحكم بقانون الطوارئ وجزءاً كبيراً من ولايات دارفور!
كيف لا تفرغ خزينة الدولة وأنت لديك بئراً معطلة ولديك قصراً مشيد تسرح وتمرح فيه تارة تعفي بن أخيك من الجمارك وتمنحه إستثناءً بحكم صلة القرابة في فساد أزكم الأنوف وبموازاة ذلك تفرض ضرائب وجمارك على الشعب السوداني..!
فكي جبرين من أين لك بالموارد والذهب يهّرب عبر مطار الخرطوم وفي وضح النهار والشركات الروسية تنقب فيه دون حسيب أو رقيب في ظل اللا دولة!؟
تحضرني في هذه اللحظة تصريحات وزراء النظام المقبور بأمر الشعب على غرار دعوة وزير الصحة وقتذاك مأمون حميدة الذي دعى الشعب السوداني إلى أكل الضفادع لما تمتع به فوائد صحية عظيمة، وأذكر تصريحاً للمخلوع البشير بأن الصحابة أكلوا أوراق الشجر ولنا فيهم أسوة حسنة..!
فكي جبرين أنت رافل في نعيمك في قصورك المخملية وتأكل أشهى الموائد والشعب السوداني لم يجد ورق الشجر ليأكله بعد حروبكم العبثية التي قضت على الأخضر واليابس وصارت الأرض البكر هشيماً تذروه الرياح!
فكي جبرين تقدّم بإستقالتك فأنت لست مؤهلاً كفاية لقيادة دفة المالية وفشلت فشلاً سارت به ركبان المسغبة والعوز والفاقة للشعب السوداني..!
محمد خبير 7/2 /2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى