إطلعت على خبر موقع الجزيرة الإخبارية فحواه أن مكتب البرهان إستطاع أن يصلح ذات البين بين المنتج جلال حامد والفنان الممثل أحمد الجقر و الذي كان بطلاً لمسلسل سكة ضياع ذائع الصيت ونشب خلافاً بينهما إستمر لفترة طويلة تفتقت عبقرية مكتب البرهان الإنقلابي وإستطاعوا إحتواء الخلاف وإذابة جليد القطيعة بينهما!
أليس هذا من سخريات القدر والمضحكات المبكيات يا سادة!؟
إذا كان مكتب البرهان الإنقلابي يملك هذه العبقرية الفذة في فض الخلافات وإصلاح ذات البين لماذا لم يستعن بهم البرهان الذي تؤرق مضاجعه المشاكل التي لا تحصى ولا تعد!؟
وهل أزمات الشعب السوداني المتعددة والمتجددة حُلت والكوارث التي تحاصره أُوجدت لها الحلول!؟
وهل الشعب السوداني وصل مرحلة الترف والرفاه وبات يعيش حياة هنية رضية وغدت ظروفه المعيشية إلى الأفضل!؟
إن كان مكتب البرهان لا يعلم أن الشعب السوداني يرزح تحت وطأة المعيشة والمسغبة فتلك كارثة مثل كوارثه التي أعييت من يداويها.. وإن كان يعلم فالمصيبة أكبر!
هل يعلم مكتب البرهان أن شعب بلاد النيلين يتضور جوعاً ويئن جسده الهزيل والمترهل بالأمراض المزمنة وغير المزمنة ويتعالج من ترياق الصبر وينام ويصحو على فتن الصراعات القبلية التي تراوح مكانها من فترة لأخرى ويشع أبناؤه إلى مثواهم الأخير والحسرة والحزن يمسكان بحوافي وتلابيب قلوبهم المكلومة والمثخنة بالجراحات!
مكتب البرهان الناس في بلدي غدت حياتهم بؤساً وشقاوة وفارق الفرح دروبهم وبراحاتهم جراء حكومة إنقلابية لا تأبه كثيراً بقضاياهم وأشواقهم في الحياة.. ومكتب البرهان يكرّس وقته وجهده بغية حل خلاف بين منتج وممثل في إنصرافية وإبتذال رخيص وإسفاف أرخص.. الشعب السوداني الذي لا يجد حق فاتورة الدواء والكساء والطعام وأعضاء مكتب البرهان سادرين في غيهم تجاه الشعب السوداني الأشعث الأغبر الذي فاق أيوب صبراً..!
صبر حتى تعب الصبر من صبره صبراً تنوء الجبال الراسيات من حمله وتحمله وقادة مكتب البرهان يجترحون بنات أفكارهم بهدف عودة المياه إلى مجاري المنتج جلال حامد والفنان أحمد الجقر!
هل عاد السلام إلى ربوع دارفور الأبية الفتية!؟
هل تحقق التعايش السلمي ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية في النيل الأزرق؟
هل بُنيت المدارس وشيدت المشافي والمسارح في ربوع البلاد!؟
هل توافق الساسة في السودان على كلمة سواء!؟
هل أختفت المظاهر العسكرية في مناطق النزاع القبلي يا مكتب البرهان!؟
هل سكتت أصوات البنادق إلى الأبد في بلادي!؟
هل قُدم الذين نهبوا وسرقوا موارد البلاد والذين قتلوا بنات وأبناء الشعب السوداني إلى محاكمات عادلة تبرئ الجراح وتنصف الضحايا!؟
هل تحققت مطالب المعلمين والمعلمات في تحسين شروط خدمتهم!؟
هل دُقت الصخرة فخرجت لنا وعداً وقمحاً وتمني!
هل أفنى الورى الفتن.. وحفِل الشيب والشباب معاً!؟
تساؤلات لا نجد لها إجابة في مسرح السودان العبثي والفوضوي جراء إنقلاب البرهان الأسود الذي أوردنا موارد الهلاك وصادر أحلامنا وأمنياتنا الخضراء وبتنا غرباء في بلد لا يحفل ولا يحتفي بأشواقنا في الحرية والسلام والعدالة والرفاه ورغد العيش!
مكتب البرهان كفانا هذيان بالشعب الجيعان!
5 /2023/2م