محللون سياسيون يقللون من أهمية تصريحات كباشي والبرهان
الخرطوم : البلاد
قال البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السابق، إن تصريحات شمس الدين في كادقلي مخالفة لمدلولات تصريحات البرهان المتكررة وسلوكه المعادي للتحول الديمقراطي.
وأوضح إن تصريحات كباشي تؤكد وجود قوى أخرى خارج الإتفاق الإطاري ولكنها لا تشير إلى الفلول أو من يناصرونهم .
وأشار تاور إلى أن الإتفاق الإطاري إنحصر وسط قوى بعينها في المجلس المركزي للحرية والتغيير، ونبه إلى أنه لا يضم لجان المقاومة وآسر الشهداء وتجمعات المفصولين والتجمعات النسوية وقوى الثورة العريضة.
وقال في الوقت نفسه إن البرهان في تصريحاته المتكررة يهدف للحفاظ على الجيش في وضعية مستقلة بعيداً عن أي سلطة مدنية.
وأشار إلى إنتهاجه سلوكاً معاد للتحول الديمقراطي والحريات، وإنه سيظل يضع العراقيل أمام اي تحول مدني ديمقراطي
وقال إن البرهان ظل يناور ويراوغ ويعلن عدم إنصياعه لأي سلطة مدنية ويتعامل مع الإطاري وفق رؤيته، ويحاول فرض رؤيته السياسية على القوى السياسية .
من جهته قال الدكتور صلاح الدومة أستاذ العلوم السياسية إن حديث كباشي في كادوقلي حول عدم كفاية القوى الموقعة على الإتفاق الإطاري ( زوبعة في فنجان).
وقال، في مقابلة إنه ليس هناك نصاب محدد يجب توافره حتى نقول ان التوقيعات على الإتفاق الإطاري كافية ام لا .
وإعتبر تصريحات كباشي محاولة لرفع سقف المطالب لنيل بعض التعهدات من الوفود الدولية الأوروبية والأمريكية التي ستزور السودان قريباً .
وأوضح إن هذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها المكون العسكري عن تعهداته مشيراً إلى أن حميدتي هذه المرة يدعم الإتفاق ويصر علي المضي فيه.
وأكد إن القوى الموقعة على الإتفاق الإطاري والمؤيدة له أكبر من رافضيه، و إن الإتفاق الإطاري يحظى بدعم الثلاثية و الرباعية و الاتحاد الأوربي، بينما تقف مصر وربما اسرائيل في صف الرافضين له.
وأشار إلى تراجع قوة البرهان العسكرية بسبب الخلافات الحادة مع حميدتي وقال إن الكتلة الإنقلابية تريد كعادتها أن تجري تجربة جديدة بنفس المعطيات القديمة و تتوقع نتيجة مختلفة.
وقلّل الصحفى والمحلل السياسي، أشرف عبدالعزيز، من أهمية تصريحات البرهان فى نهر النيل حول الإتفاق الإطاري، ووصفها بعديمة الفائدة خاصة فى الظرف الدقيق مع قرب الوصول إلى الإتفاق النهائي.
وقال أشرف عبدالعزيز ان البرهان ظل يدلي بتصريحات مماثلة منذ بداية الثورة بغرض البقاء فى منصبه وضمان تاثيره فى الساحة.
وأوضح أن التصريحات تدل أن البرهان ربما وافق على الإتفاق الإطارى نتيجة لضغوط، ونتيجة لذلك بدأ فى كثير من الأحيان يكرر تصريحات مفادها أنه لن يوقع على إتفاق مع جهة واحدة، مع علمه ذلك ليس ممكناً الآن خاصة وأن الإتفاق تم التوقيع عليه بشكل فردى وليس مع جهة واحدة.
وأوضح إن البرهان يريد أن يرسل رسالة تفيد بإستمرار الخلافات بين القوى السياسية الرافضة والموافقة لكي يضمن دخول الكتلة الديمقراطية كتحالف وهذا ما يرفضه التحالف المركزى الذي قال إن الإتفاق مضى خطوات كثيرة نحو التنفيذ، منوهاً إلى توقيع الآلية الثلاثية والوساطة الرباعية ،ومضى فى حديثه مهما حاول البرهان فإن تصريحاته تحصيل حاصل ولا علاقة لها بالواقع خاصة وأن القوى الرافضة هي التى تتمسك بتفاصيل وصفها بأنها تعجيزية، وقال إن ورشة القاهرة محاورة للذات وستقود لنتيجة صفرية.
وحول تباين تصريحات رئيس مجلس السيادة البرهان بنهر النيل ونائبه حميدتي بشأن الإتفاق الإطاري قال أشرف عبدالعزيز ان التباينات تشير الى ان المكون العسكرى ليس على قلب رجل واحد.
وأوضح ان الخلاف نشأ بين الرجلين نتيجة الموقف من الإتفاق الإطاري وقبله فى مواقف آخرى .
وأشار الى أن مساندة حميدتي للإتفاق الإطاري ليس حباً فيه ولكنه يرى أن الاصلاح الأمنى والعسكرى المضمن فى الإتفاق يمكن ان يوفر له فرصة لإلتقاط الأنفاس حتى يستطيع ان يكسب الرهان مجدداً حال إنتهاء الفترة الإنتقالية.
وفيما يخص طرف الجيش قال أشرف “واضح ان هناك تململ وسط القادة الكبار”حيث يرون ان البرهان قدم تنازلات كبيرة، أكثر مما يجب، وأن تصريحات البرهان المتكررة القصد منها بث تطمينات بأن ذلك لن يحدث .
وحول تصريحات عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشى،فى ولاية جنوب كردفان الاحد، قال أشرف عبدالعزيز أن هناك حديث عن وجود خلافات بين كباشي والبرهان.
واوضح إن كباشى إختار الآن، فى ظل الإشكاليات التى تواجه ولاية جنوب كردفان، أن يقول إنه من منطقته سيسجل هدفاً فى مرمى القوى السياسية .
إعتبر اشرف عبدالعزيز التوقيت غير مناسب خاصة فى ظل تأكيدات الدول على ضرورة الوصول إلى إتفاق سياسي وفقاً للإتفاق الإطاري .
وأكد صعوبة أي محاولات للمناورة بشكل جديد يمكن أن توقف تنفيذ هذا الإتفاق ،خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية تريد إعادة ترتيب هذه المنطقة بعد ان تمدد النفوذ الروسى فى أجزاء من دارفور وافريقيا الوسطى.
وأشار الى أن تصريحات الى كوهين عقب زيارته الى الخرطوم أكدت على ضرورة التوقيع على الإتفاق مع حكومة مدنية مما يشير الى قرب تنفيذ الإتفاق الإطاري والذى يستوجب إنضمام قوى ورشة القاهرة إليه.