باحث تونسي يتطاول على الصحابة
الباحث التونسي محمد بن رجب الجندوبي طالب بتغيير اسم جامع عقبة ابن نافع في مدينة القيروان وسط تونس وهاجم الفتوحات الإسلامية واعتبرها غزو
وكالات : البلاد
أثارت حلقة، مساء الأربعاء، من برنامج “باللمارة” للإعلامي التونسي “برهان بسيس” بعنوان :كيف دخل الإسلام شمال إفريقيا؟ والتي حضرها الباحث الشاب “محمد بن رجب الجندوبي” جدلا واسعا في تونس، بعد تصريحات الأخير التي أكد خلالها أن “الفتح الإسلامي” لمنطقة شمال إفريقيا كان في الواقع “غزوا”.
برنامج باللمارة التونسي يثير الجدل حول دخول الإسلام إلى شمال أفريقيا
البرنامج التونسي “باللمارة”، الذي يقدمه الإعلامي المثير للجدل والمعروف بإنتمائه إلى النظام القديم (نظام الديكتاتور بن علي)، كان فُسحة مساء، أمس الأربعاء، للنقاش بين عدد من الحضور في حلقة بعنوان “كيف دخل الإسلام شمال إفريقيا؟”، وإبدء بعضهم آراء لم ترق للتونسيين الذين يَعتبرون أنفسهم مسلمي الهوية والثقافة.
وخلال إحدى مقاطع البرنامج الذي يُبث على فضائية “التاسعة” التونسية، توجه “بسيس” إلى ضيفه “محمد بن رجب الجندوبي” بالسؤال عن رأيه في الإرث الأمازيغي في منطقة شمال أفريقيا، وعلاقة ذلك الإرث بالحضارة الإسلامية وبشكل أخص السنوات الأولى لدخول الإسلام إلى تلك الربوع قادماً من المشرق.
ليكون جواب “الجندوبي” وهو كاتب روائي تونسي شاب، أن دخول الإسلام لشمال إفريقيا والذي يُدرس في المدارس والجامعات في المنطقة المغاربية على أنه “فتح إسلامي”، هو في الواقع “غزو” للشعوب الأمازيغية التي كانت مقيمة حينذاك فيما يُعرف اليوم بالمغرب العربي.
وبرر الباحث الشاب موقفه بأن العرب الفاتحين عندما قدموا إلى منطقة شمال إفريقيا للدعوة إلى الإسلام (الدين الجديد في ذلك الوقت)، لم تكن لهم أي رغبة سوى احتلال المنطقة.
وقال محمد بن رجب الجندوبي: “في القرآن مكتوب “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” وليس لتعاربوا، أنت تريد أن تعربني بالقوة”.
وأضاف أن “عقبة بن نافع ارتكب جرائم حرب، كيف يسمى اليوم جامع عقبة بن نافع”. مشيرا بقوله “أنا أطالب بتغيير اسم الجامع”.
دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا وجدل على السوشيال ميديا
وعقبة بن نافع، هو عقبة بن نافع القرشي الفهري، نائب إفريقيا لمعاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد بن معاوية، وهو الذي أنشأ مدينة القيروان وأسكنها الناس، وكان ذا شجاعة، وحزم، وديانة، وخلق رفيع، بحسب ما تذكر المصادر التاريخية في وصفه، وهو على العموم الشخص المشهور بـ “فاتح شمال أفريقيا”.
ما جاء على لسان الباحث الشاب محمد بن رجب الجندوبي، مع الإعلامي التونسي بقناة التاسعة، أثار موجة غضب واسعة في صفوف التونسيين.
غضب امتزج في الواقع، بحسب بعض المنشورات، بنوع من السخرية من الخطاب الذي يريد الباحث الشاب التطرق إليه في هذه الفترة بالذات من تاريخ تونس.
فذكر ناشطون في تفاعلهم مع حديث الباحث الشاب، تعليقات جاء في بعضها: “لقد شاهدت ما قاله، وطبعا بعد العرض والاستعراض الأجوف متاعو بش يولي مشهور بسرعة البرق وكل ديما بش نشوفوه ونسمعوه في التلافز والإذاعات. خاطر الحاويات ماتلم كان الزبلة”.
وقال آخر: “أمر طبيعي أن يرى غير المسلمون فتوحاتنا الإسلامية غزوا…لن يعتبرها فتحا من الله إلى من فتح الله عليهم وامنوا بالله ونبيه واليوم الآخر”.
وعلق آخر بقوله: “الحمدالله على نعمة الإسلام وان قد وصل إلى تونس بفضل هؤلاء الشرفاء”.
وفي سياق الانتقادات المُوجهة إلى الباحث الشاب محمد بن رجب الجندوبي، أكد آخرون على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في مجاراة شؤون ومشاغل المجتمع التونسي.
مؤكدين أن آخر ما قد تحتاجه تونس والتونسيون عموما في هذه الفترة من تاريخهم هو الجدال في مسائل لا تغني ولا تسمن من جوع، بل على العكس من ذلك، تزيد من تأزيم أوضاعهم النفسية، يقول البعض.