رأي

النيل الأزرق .. البلاد المنسية !!

 

مذ إندلاع الصراع القبلي في النيل الأزرق في منتصف يوليو الماضي من العام الماضي والذي لا يزال يراوح مكانه بين مكونات السلطنة الزرقاء والهوسا في ظل إنعدام الحلول التي من شأنها إستتباب الأمن والأمان بين مجتمع النيل الأزرق وعودة الحياة إلى طبيعتها ونشر ثقافة السلام بين طرفي النزاع القبلي..!

على الرغم من الذي حدث في النيل الأزرق من أحداث جسام ومؤسفة أودت بحياة الكثيرين من المواطنين وأرغمت الأهالي إلى مغادرة ديارهم هرباً من دوي الرصاص الذي قضى على ثمرات قلوبهم وفلذات أكبادهم برغم ذلك تفشت ظاهرة التجاهل الحكومي والرسمي على مستوى المركز والإقليم فلا رأينا البرهان ولا حميدتي في السلطنة الزرقاء دون تفسير واضح سوى التهميش المتعمد من قبل كل المسؤولين الحكوميين.. في حين هرع حميدتي والبرهان وأمين عام الزكاة الذي طاف البلاد من أقصاها إلى أقصاها إلا النيل الأزرق مقدماً الدعم تلو الدعم للمتضررين لكل مناطق الصراع القبلي وفور إندلاعه قبل دفن الضحايا ومواراتهم الثرى وإُجترحت المبادرات المجتمعية والرسمية بغية تحقيق السلام المجتمعي..!
شهدنا مبادرات كثيرة ودعومات كبيرة قُدمت لمناطق الإقتتال القبلي وتسابق الجميع في تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين.. إلا النيل الأزرق لم تحظَ إلا بالنذر القليل واليسير من فتات الدعم والقوافل الإنسانية ولماماً من إعانات مجتمعية..!

مما يدعنا نفتح نوافذ الأسئلة التي ليست للإجابة والتي مفادها أحقاً نحن من سلالة من طين وماءٍ مهين..!؟ أحقاً نحن خُلقنا من صلصال فخار..!
أم أننا من بني الملائكة لا نأكل ولا نشرب ولا ننام..!؟ أم أننا خُلقنا من سلالة من نار..!
وهل نحن نتمتّع بذات الحواس الخمس!؟ كغيرنا من سكان بلادي..!
أم أنكم أيها المسؤولون تسكنون الثريا ونحن نقطن في الثرى..!

أم أنكم من فصيل البشر ونحن من جذوع الشجر..!؟
حالة تهميش غريبة من كل الحكومات السودانية واضحة كالشمس في رابعة النهار وكأننا ليس من بلاد رماة الحدق..! وكأننا لسنا سودانيون وغجريين وعلوج..!
لماذا هذا التمييز بين شعب السودان ألم يربطنا هذا المصير المشترك ونهلنا من ضريع حواء السودان الولود وكان فطامنا في عامين مثل باقي شعبنا الأبي..!؟
أم أنحن لم نردد النشيد الوطني و الإلياذة القومية لصاحب الحرف والعطر أحمد محمد صالح في واجب الولاء والانتماء لوطن عزة..!؟

أم أننا لم نحفل ونحتفي بنشيد الإستقلال وبتمثال الحرية الذي شاده شاعر الإنعتاق من ربقة الإستعمار عبد الواحد عبدالله ولم نردد خلف أبياته اليوم نرفع راية إستقلالنا ويسطر التأريخ مولد شعبنا..!
أحقاً وُلدنا من رحم هذا الشعب يا شاعرنا عبد الواحد عبدالله..!
أم أن هذه البلاد لا تخصنا ولا جياعها ولا حروبها وصمتها المكسور في لين الفراغ..!
أم أننا تمومة جرتق في أعراس التهميش والتغبيش..!؟
أم أننا وحوشاً ضارية تأكل الحية والميتة يهابها البشر..!
أم أننا خلقنا في هذه البسيطة وقوداً للحروب العبثية والهمجية وسُلماً للمغانم والغنائم وأنتم لا تعفون عند المغنم تأكلون تراثنا أكلاً لماً وتحبون مواردنا وثرواتنا حباً جماً وتحفرون بحوافركم على هذه الأرض الطيبة وتبذرون بذور الفتنة الهوجاء الرعناء وتتركونا للحرب الشعواء وندفن على أرضها كالرميم دون أن تتركوا لنا مقبرة نواري فيها سوءة أفاعيلكم القذرة
وندفن فيها سراة قومنا وأكارمنا أخلاقنا..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى