رأي

إقليم النيل الأزرق يقع في السودان .. يا الأمين العام..!

 

جاء في الأخبار وبحسب موقع sudan power أمين عام ديوان الزكاة يصل نيالا على رأس قافلة مساعدات إنسانية للمتضررين من الأحداث الأخيرة في محلية بليل إنتهى الخبر..!

القاصي والداني يعلم أن إقليم النيل الأزرق دارت فيه حرباً أهلية مذ منتصف يوليو حتى منتصف إكتوبر من العام الماضي.. ولا تزال المناوشات مستمرة هنا وهناك.. تلك الأحداث القبلية التي دارت رحاها بين مكونات السلطنة الزرقاء وقبيلة الهوسا والتي أودت بحياة المئات من الضحايا والقتلى ونزوح أكثر مائة ألف على أقل تقدير.. شهد إقليم النيل الأزرق حالة من السيولة الأمنية وتوترات قبلية وإثنية لم يشهدها إقليم النيل الأزرق من ذي قبل..!
ذاك الصراع القبلي ألقى بظلال سلبية على كل الصعد في الإقليم جراء نزوح الآلاف من الأسر تاركين ديارهم وإتخذوا من المدارس الحكومية بيوتاً خوفاً من دوي الرصاص وخشية من هجير الشمس وصقيع الشتاء في ظروف إنسانية بالغة التعقيد حيث إنعدام الطعام والشراب والدواء..!

الذي حدث في إقليم النيل الأزرق سيما مدينة ودالماحي التي شهدت مجزرة إنسانية بحق الآدميين والإنسانية حيث حُرق الأطفال والنساء والشيوخ وقُطعّت أجسامهم من خلاف..!

الذي حدث في النيل الأزرق لا سيما في مدينة ودالماحي يفوق حد التصور والإحتمال يا سادة..!

برغم تلك المجازر البشعة كان التقصير واضحاً كوضوح الشمس في رابعة النهار من كل الجهات الحكومية..!
لاحظ الجميع حالة التجاهل من حكومة المركز وحكومة الإقليم جلس الجميع القرفصاء ومارسوا فضيلة نقص القادرين على الحضور بغية الوصول و مواساة المتضررين من الأحداث الأخيرة والتخفيف عنهم لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن هناك أسراً فقدت ذويها بالكامل ما خلا واحداً بقِى على قيد الحياة لكم أن تخيلوا يا سادة هذه التراجيدية التي ألمت بأهلي في النيل الأزرق..!
أحداث النيل الأزرق القبلية تفوق كل النعرات والتوترات القبلية في كل مناطق الصراع القبلي في البلاد لجهة إستمرارها لشهور متتالية ومتتابعة..!

وكنا ناشدنا الأمين العام للزكاة وتوسلنا له زيارة إقليم النيل الأزرق بغية تقديم الدعم والمساعدة للنازحين والمتضررين من الأحداث الأخيرة في إقليم النيل الأزرق.. قُدم دعماً من الأمانة العامة للمتضررين من الأحداث لكن دعماً لا يناسب ويوازي حاجة النازحين والمتضررين.!
طالبنا سيادة الأمين العام للزكاة زيارة الإقليم حتى بُح صوتنا لأننا بين الفينة والأخرى وعندما تحدث أزمات قبلية رأينا الأمين العام يسافر تواً لمناطق تلك النزاعات القبلية حيث زار كرينك وأبو كرشولا إثر نشوب إقتتال قبلي بتلك المنطقتين وذهب وبمعيته قوافل إنسانية للمتضررين..!
وهاهو بالأمس القريب يزور نيالا محلية بليل ويقّدم مساعدات إنسانية للأهالي المتضررين هناك..!

بادئ ذي بدء نؤكد للجميع على حقيقة مفادها أن كل أجزاء السودان تمثل لنا وطناً.. ولكن يا سادة أليس من المنطق والأحرى أن يقف الأمين العام لديوان الزكاة على مسافة واحدة من جميع المتضررين من الأحداث القبلية..!
أم أن إقليم النيل الأزرق يقع في الواق واق ولا تربطه أدنى صلة ببلاد النيلين..!

إنه ليحزنني أن أرى تلك الزيارات التي يقوم الأمين العام للزكاة متجاهلاً مكونات قبائل النيل الأزرق والمتضررين من الإقتتال القبلي.. كما ذكرت آنفاً ولا أحداث بليل وكرينك وأبو كرشولا توازي ما حدث في إقليم النيل الأزرق إلا إذا كان الذين ماتوا حرقاً هم ليسوا من بني البشر وأن إقليم النيل الأزرق يقع في بلاد الأساطير الواق واق..!

2023/11/1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى