وثيقة بريطانية تكشف ماسونية حكام عرب في وقت مبكر (١٨٦٩) : لويس بيلي لسلطان عمان تركي بن سعيد ” اخي الماسوني”!.
وكالات : البلاد
كشفت وثيقة بريطانية عن رسالة وجهها المقيم السياسي البربطاني الكولونيل لويس بيلي في بوشهر الى صديقه تركي بن سعيد، الذي حكم عمان بعد عامين من تاريخ هذه الرسالة وذلك في عام ١٨٧١، بعون بريطاني كبير اداره لويس بيلي لصالحه.
وقد بدأ بيلي الرسالة بقوله: “اخي الماسوني” وارفقها بصورة شخصية له، حينها كان تركي بن سعيد يخوض صراعا دمويا مع إخوته ومن ثم مع ابن شقيقه السلطان سالم بن ثويني.
رسالة لويس بيلي الى السلطان العماني تركي بن سعيد: “اخي الماسوني”
( Mss Eur F126/43, ff 108v-109 ٢٩ يناير ١٨٦٩- )
وكان تركي بن سعيد منفيا حينها تحت حماية السلطات البريطانية المتمثلة في شركة الهند الشرقية في بومبي – الهند. ولا يعرف الى اي محفل ماسوني كان ينتمي تركي بن سعيد، هل في المحافل الماسونية في بو شهر حيث أقام فترة هناك أو في المحفل الماسوني في بومبي والذي كان ينتمي اليه لويس بيلي نفسه وهو محفل القديس جرجيس- بومبي ٥٤٩، حيث أقام ايضا تركي بن سعيد اثناء منفاه.
وكانت عمان حينها تسيطر على مناطق شاسعة كزنجبار وجوادر وجزء من بلاد فارس ولفترة وجيزة جزء من الهند، وقد قسمت هذه المناطق على أبناء سعيد بن سلطان بعد وفاته والذي سرعان ما دب الخلاف بينهم من اجل السيطرة على هذه الممالك.
وإستعرت الحرب اكثر دموية حين استفاد السعوديون من هذه الخلافات واحتلوا البريمي، مما حمل السلطان ثويني بن سعيد على الإنطلاق بقواته من اجل استعادة البريمي من السعوديين، ولكن اثناء الزحف نحو البريمي قام ابنه البكر سالم بتسميمه وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان دخل سالم على خيمته، وحين وجده لم يمت بالسم، رماه في صدره برصاصتين من مسدس فتيل وقتله ودفنه في مكانه، وادعى ان والده أصيب بوباء خطير ومن اجل ذلك دفنه سريعا كي لا ينتشر الوباء، لكن الحرس فيما بعد كشفوا عن حيثيات هذه الجريمة التي ارتكبها سالم.
واول خطوة قام بها سالم هو اعتقال عمه تركي بن سعيد في احد القلاع، وبعد ان انتشرت اصداء الجريمة المقززة التي ارتكبها، بدأت الحرب عليه من الجميع، الأسرة الحاكمة والقبائل وعلماء الدين لمدة ما يقرب من عامين، كان خلالها قد اطلق الانجليز سراح عمه تركي بن سعيد ونقلوه الى الهند والذي استمر بإعلان الحرب على ابن اخيه، في احد المحاولات قبض عليه رجال ابن أخيه سالم بن ثويني، وحين كانوا على وشك رميه من على ظهر السفينة، تدخل الانجليز مجددا وأنقذوه.
في عام ١٨٧١ وبعد هروب سالم بن ثويني من عمان بعد نجاح الانقلاب عليه من قبل عزان بن قيس ومقتل الأخير، عاد تركي بن سعيد ليتربع على العرش السلطاني في عمان من جديد.
في حين لم يهنأ قاتل والده “سالم” بحكم او عيش حيث أمضى فترة حكمه في تلك السنتين في دوامة حروب وخلافات وبعد نجاح الانقلاب عليه، عاش مشردا وأصيب بالجدري ومات غريبا وحيدا عن عمر ٣١ عاما.
ولا يعرف الى اي مدى كانت الماسونية منتشرة بين حكام عمان آنذاك، لكن احد احفاد أخيه وهو ثامن سلاطين زنجبار، علي بن حمود بن سعيد تعمد في الماسونية علنا وذلك من خلال محفل امبير الماسوني في لندن عام ١٩٠٥.
وكان اول تواصل ما بين البريطانيين والسيد سعيد حاكم عمان، عام ١٦٥٩ حين ارسلت شركة الهند الشرقية الكولونيل هنري رينزفورد من اجل شراء مسقط ليتحكموا بواسطتها في بر وبحر الخليج.
سبق ذلك فترة قصيرة اتخذ فيها الانجليز مندوبا عمانيا لهم في مسقط. لكن السيد سعيد رفض طلب مرسول البريطانيين واكتفى بتقديم قلعة وميناء لهم في محاولة منه لحملهم على خدمته في إزاحة البرتغاليين عن بلاده.