الحلو يلوح بـ الإنفصال إذا لم يتم فصل الدين عن الدولة
الحلو فى حوار ساخن مع صحيفة الديلى نيشن الكينية
-
بسبب (العنصرية) الحركة الشعبية تحذر من نذر حرب جديدة تغلى ببطئ فى السودان ..!!
-
لقد تنصلت الخرطوم عن إتفاق إعلان المباديء الموقع فى مارس ٢٠٢١ ..!!
-
خيار الإستقلال إذا لم يحدث إتفاق واضح حول فصل الدين عن الدولة ..!!
أجراه فريد أولوتش
الأربعاء ٧ ديسمبر ٢٠٢٢م
لوح رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، وهي إحدى الحركات التحررية في السودان باللجوء إلى خيار الإستقلال إذا لم يتم الفصل الواضح للدين عن الدولة، وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال قد وقعت إعلان مبادئ مع الحكومة في مارس 2021، و لكنهم يزعمون أن الخرطوم تنصلت عن الإتفاق عقب إنقلاب 25 أكتوبر.
س: لقد ذكرت مؤخرًا أن جبال النوبة ستسعى إلى الإستقلال إذا لم يكن هناك إتفاق على فصل واضح بين الدين والدولة، هل ما زلت متمسكًا بهذا الموقف ؟
ج: ليس هناك شيئا جديدا في تصريحى الأخير فيما يخص إستقلال شعبي النوبة والفونج في النيل الأزرق. فهذا هو موقفنا منذ مفاوضات إتفاق السلام الشامل في الفترة من 2002 – 2005. لقد كنا في ذلك الوقت جزءًا من الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم وأعضاء فى فريقها المفاوض في نيفاشا – كينيا.
إن نفس الأسباب التي دفعت وسطاء الإيقاد إلى دعم حق تقرير المصير لجنوب السودان في ذلك الوقت كانت و ما زالت تنطبق على شعبى النوبة والنيل الأزرق، ولكنهم إستبعدونا. وقد أدركت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) منذ ذلك الوقت أن جذور المشكلة والحرب الأهلية الطويلة فى السودان تكمن في قضايا الهوية والإسلام السياسي.
وبمجرد إنفصال جنوب السودان في عام 2011، هاجمتنا الخرطوم التى شنت الحرب مره اخرى ليبدأ ظهور الجنوب الجديد كميدان حرب والذى تمتد حدوده من النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا مرورا بجبال النوبة ومنطقة أبيي وحتى دارفور على الحدود مع أفريقيا الوسطى وتشاد.
إن أسباب إستمرار الحرب الأهلية في الجنوب الجديد هي ذات الاسباب التي قادت جوبا إلى الإنفصال. و تتمثل في الإضطهاد الديني، الظلم، العنصرية ، العنف، التطهير العرقي، الإبادة الجماعية ومحاولة إستئصال ما تبقى من الأفارقة في الشمال.
س: في مارس 2021، وقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال إعلان مبادئ مع الجنرال عبد الفتاح البرهان والحكومة السودانية في جوبا، فما الذي تغير منذ ذاك الإتفاق؟
ج: لقد وقع معنا الجنرال البرهان إعلان مبادئ يفصل الدين عن الدولة، لكنه تراجع وقام بإنقلاب 25 أكتوبر 2021، وألغى إتفاق إعلان المباديء لتجنب الإلتزام بما جاء فيه و الذى يتمثل في فصل الهويات الثقافية والعرقية والجهوية عن الدولة. ثم كيف لنا أن نتحدث عن الديمقراطية والمواطنة المتساوية، أو الوحدة العادلة في ظل قوانين الشريعة الإسلامية التي تقسم الناس وتميز ضد غير المسلمين؟
كان الهدف من إعلان المبادئ هو معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة السودانية، سواء كان الإسلام السياسي أو مسألة الهوية. و بعد مزيد من النقاش حول الإتفاق الإطاري، إكتشف فريقنا المفاوض أن الوفد الحكومي ما زال متمسكا بقوانين الشريعة الإسلامية والطبيعة العرقيه اى العربية الإسلامية للدولة السودانية، على الرغم من حقيقة أن الأفارقة هم الأغلبية في السودان، وأن البلاد تتميز بالتنوع والتعدد. و عندما وصل الطرفان إلى طريق مسدود، إنسحب وفد الحكومة من منبر جوبا للسلام في يونيو 2021 وعاد إلى الخرطوم تاركًا وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال على الطاولة.
س: هل هناك أي تغيير في نهج الخرطوم تجاه جبال جبال النوبة منذ الإطاحة بعمر البشير في العام 2019؟
ج: ساءت الأوضاع الأمنية اكثر بالنسبة لشعبي النوبة والفونج في النيل الأزرق بعد الإطاحة بعمر البشير في العام 2019. و قد إمتد العدوان وإمتدت الفظائع إلى المدنيين العزل من النوبة الذين يعيشون بعيدا عن مناطق الحرب في أماكن مثل بورتسودان في ولاية البحر الأحمر وكسلا. بالإضافة إلى ذلك، هناك عمليات قتل وحشية لمدنيين من النوبة يعيشون في مدن تسيطر عليها الحكومة داخل جبال النوبة مثل كادقلي، و الفظائع الأخيرة في مدينة لقاوا أقرب دليل. نفس الشيء يحدث أيضا في النيل الأزرق.
س: ما هو مستوى التمييز ضد سكان جبال النوبة، وهل ما زالوا يتعرضون للقصف بطائرات الأنتنوف؟
ج: شعبا النوبة والفونج مهمشان ومستبعدان من السلطة والثروة. المنطقتان متخلفتان مع عدم وجود بنية تحتية أساسية. ليس هناك مشاركة حقيقية لشعبي المنطقتين في مؤسسات صنع القرار، سواء على المستوى الإقليمي أو القومى .
لقد صادرت الحكومة المركزية أكثر من عشرة ملايين فدان من الأراضي الخصبة للشعبين، وملكتها لتجار من خارج المنطقتين و المعاشيين من بيروقراطية الخدمة المدنية والنخب العسكرية والأجانب. وهكذا، فإن المهمشين في المنطقتين قد تم إنتزاع أراضيهم وتحويلهم من ملاك إلى مجرد عمال في أراضيهم. أما المهاجرون من النوبة والفونج إلى مدن الشمال فغالبا ما ينتهى بهم المطاف إلى المساكن العشوائية باطراف المدن، والعمل فى وظائف هامشية ووضيعة.
علاوة على ذلك، فقد تبنت الحكومة إستراتيجية جديدة لتهجير السكان الأصليين من أراضيهم وإستبدالهم بمجموعات أخرى من الأجانب والقبائل العربية الموالية لها. وبسبب النزوح والقتل خارج نطاق القضاء وإستخدام الغذاء والدواء كأسلحة إضافية، هناك أكثر من نصف مليون لاجئ من المنطقتين منتشرين في جنوب السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا ومصر وقارات أخرى مثل أوروبا وأمريكا.
س: جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق، وأبيي المعروفة بإسم «المناطق الثلاث» – لم تحرز فيها أي تقدم بشأن السلام منذ إتفاق السلام الشامل 2005، فما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك ؟
ج: لقد أعطت إتفاقية السلام الشامل لعام 2005 حق المشورة الشعبية لشعبي جبال النوبة والنيل الأزرق، إلى جانب الإستفتاء لسكان أبيي. لكن بعد إستقلال جنوب السودان، حرمت الخرطوم شعوب المناطق الثلاث من فرصة ممارسة حقوقهم المنصوص عليها في إتفاقية السلام الشامل. وبدلاً عن ذلك، هاجمت الخرطوم شعبي جبال النوبة والفونج ودينكا أبيي فور إستقلال جنوب السودان فى ٢٠١١ بنية سحقهم عسكريًا.
س: هل الوضع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال جيد بما يكفي للضغط من أجل الإستقلال، وهل تنوون الإنضمام إلى جنوب السودان، على الرغم من تجاهل إتفاقية السلام الشامل والتي أتبعت المنطقتين للشمال؟
ج: لقد تمكن الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال من صد سبع حملات عسكريه كبيرة والتصدي لعشرات الهجمات الأخرى التي شنتها القوات المسلحة السودانية في السنوات الثماني الاخيرة من حكم المخلوع عمر البشير 2011 – 2019. كما نجحت الحركة الشعبية والجيش الشعبي في الدفاع عن مناطقها المحررة في إقليمي جبال النوبة والنيل الأزرق طيلة تلك الفترة. وبدلا من ذلك، توسعت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال على حساب الحكومة بضم المزيد من الأراضي إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها. والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال قوية بما فيه الكفاية، وقادرة على تحقيق أهدافها، سواء كانت وحدة صحيحة وعادلة، بمعنى سودان علماني ديمقراطي لا مركزى، أو الإستقلال التام من خلال ممارسة حق تقرير المصير.