إنقسام حاد داخل الجيش السوداني .. صراع كيكل والإنصرافي يكشف إنهيار المؤسسة العسكرية

متابعات : صحيفة البلاد
تفجرت أزمة غير مسبوقة داخل المشهد السوداني، كاشفة عن إنقسامات خطيرة داخل الجيش تهدد وجوده، بعدما اندلع صدام علني وحاد بين قائد مليشيا درع السودان أبو عاقلة كيكل وأحد أبرز وجوه الدعاية الحربية الإنصرافي، في معركة كلامية كشفت هشاشة التماسك داخل القوات المسلحة وتصاعد النزعة القبلية والعنصرية في إدارتها.
جاء التصعيد عقب هجوم كيكل على القوات المشتركة بولاية الجزيرة، متهماً لجنة الحركات المسلحة بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم بمحاولة السيطرة على مشروع الجزيرة، في خطوة وصفها بأنها “سطو ممنهج على حقوق أهل المنطقة”، مؤكداً رفضه تولي حركات قادمة من غرب السودان إدارة أي ملف خارج مناطقها.
في المقابل، شن الإنصرافي هجوماً مضاداً، واصفاً كيكل بـ “القاتل والعنصري واللص”، وطالب بمحاسبته فوراً، مما دفع الأخير إلى تصعيد ردّه، متهماً الإنصرافي بـ“الخيانة والعمالة لصالح الدعم السريع”، ليتحول الخلاف إلى صدام مفتوح يعكس صراعاً أعمق داخل الجيش نفسه.
هذا الإشتباك العنيف لا يمكن إعتباره مجرد تراشق كلامي، بل هو أحد أخطر مظاهر التصدع داخل المؤسسة العسكرية السودانية، حيث تتفاقم الإنقسامات بين مكونات وسط وشمال السودان الرافضة لوجود القوات المشتركة، حتى وإن كانت تقاتل بجانب الجيش. ومع تصاعد الخطاب القبلي والتوجهات العنصرية داخل الجيش، تصبح وحدته على المحك، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرته على الإستمرار كقوة موحدة في ظل هذه الصراعات المتفجرة.
هل يتحول هذا الإنقسام إلى مواجهة مباشرة داخل الجيش؟ وهل نشهد إعادة تشكيل المشهد العسكري في السودان؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة، لكن الواضح أن السودان يدخل مرحلة مفصلية قد تعيد رسم ملامحه بالكامل.