صباح في يوم (الحب) وزمن (الحرب)

• مع بركات النصف من شعبان ونفحات عيد الحب تستحق مسيرة صباح أحمد كزوجة وكصحفية أن تكون قصة فيلم سينمائي لما فيها من عظيم الفوائد لكونها نموذجاً للمرأة الجسورة الصامدة قبل وأثناء وبعد مرحلة الحرب.
• كتاباتها الصادقة ظلت وعلي مدار السنوات الماضية تعبر عن جميع السودانيين لأنها تُجسد واقعهم وكأنها تحكي بلسان حالهم ومقالهم قصص من بيتنا ، وحكايات الشارع العام ، ويوميات صحفية نازحة ولمّا تضع الحرب أوزارها وغيرها من الإنطباعات الشخصية والخاصة والعامة وهي عصارة تجارب في مراحل زمنية مختلفة.
• وكلها قصص نابعة وصادرة من حكاوي واقعية خالية من التصنع تجسد صور حياة كل أسرة سودانية بسيطة وكادحة بكل شفافية وعفوية وصدق وهو أدب جديد ولونية مختلفة في كتابة عن الحياة الزوجية والأسرية وسبر أغوار شبكة العلاقات الإجتماعية في قالب قصصي بنكهة وطعم مختلف فيها إلهام ومحفزات تحول المستحيل إلي حقيقة وواقع.
• وكم من مُعلّق ومتداخل يعترف بأن هذه القصص كانت بالنسبة له تسلية وسلوي أزاحت عنه رهق الدنيا وأصلحت ما بينه وبين من يختلف معه ومن لطيف المصادفات أن حبيساً في أحد السجون أرسل رسالة لصباح أن السرد القصصي البسيط كان مدخله للتوبة وإصلاح حاله وعودته لرشده وإن هذه الكتابات ظل وعلي مدار فترات طويلة يتابعها من داخل محبسه وخففت عنه من ظروف السجن وقسوة الإعتقال.
• وشخصية الكاتبة تمازجت مع شخصية الزوجة فبساطة الكتابة تداخلت مع بساطة الحياة الزوجية لتشكل أرضية صلبة ومصد طبيعي لمقاومة ظروف الحياة وتصحرها وشكلت زاداً لمقابلة حياة الحرب وحياة التنقل وحياة النزوح من مكان إلي آخر.
• فالحرب كانت تحتاج لمواجهة ناعمة تمتص قسوتها وسطوتها لا حالة مصادمة تنزل الهزيمة مبكراً فكانت الصباح صابرة من غير جزع وصامدة دون إنكسار ومرابطة بلا وهن ولا ضعف والحمد لله ورغم كل الظروف إستطاعت أن تنجح في أخطر إمتحان محافظة علي كيانها الصغير رغم ما أصابها من خذلان هنا وهناك وكيف أن الله كتب لها ولأطفالها عمراً جديداً بعد أن اقتربت منها آلة الحرب واقتحمت دارها لكن حكمة الله وقدره نجاها من موت محقق وما ذلك إلا بصبرها وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.
• كل قصة من قصصها في الحرب لو قرأتها فإنها تشكل فصلاً من فصول الرواية وكل حكاية كتبتها عبر حروفها تصلح لأن تكون مدخلاً لفيلم سينمائي واقعي من غير مبالغة ولا إغراق في الخيال لكن أحياناً واقعنا نفسه يكون أغرب وأعجب من الخيال نفسه ولأن كل شخص من اسمه نصيب فاسم صباح هو مفتاح النجاح والإنتصار والإشراق والأمل والفلاح فالصباح لا يأتي إلا بعد ظلام الليل وساعاته الحالكة .
(الهادي الأمين)
2025/2/14م