الكاظم هرون .. يكتب .. “ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة ” لم تموت

اليوم ذكرى ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة، يصادف هذا العام واقعاً مريراً ومؤلماً جرى ما أحدثتها شرارة الصراع على السلطة بين الجنرالين البرهان وحميدتي والكيزان من جهة في أبريل ٢٠٢٣، حيث تصاعدت التوترات بين الطرفين إلى مواجهات عسكرية في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد قد خلفت أكثر من حسب إحصاء منظمة “جينوسايد ووتش” العدد الفعلي للضحايا المدنيين منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل ٢٠٢٣ وحتى الآن بنحو ١٥٠ ألف قتيلاً وأكثر من ١٠٠ ألف جريحاً والمليان بين نازحين بالداخل ولاجئين بدول الجوار.
شكل الصراع بين الجيش قوات الدعم السريع عقبة في التحول التاريخي في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨، الذي خرج له السودانيين إلى الشوارع، رافعين أصواتهم ضد الفساد الإستبداد وغلاء المعيشة، مطالبين بالتغيير.
كانت تلك اللحظة هي البداية لمرحلة جديدة من النضال السوداني، حيث واجه المتظاهرون القوة والعنف وأبشع الإنتهاكات القمعية لكنهم لم يتراجعوا وبعد أشهر من الاحتجاجات المستمرة، تم خلع نظام الإنقاذ، وبدأت مرحلة إنتقالية نحو الديمقراطية قاده الدكتور عبدالله حمدوك بحكومة مدنيّة.
لم يستمر المرحلة الإنتقالية حتى قام المجلس العسكري بالإنقلاب على حكومة عبد الله حمدوك في السودان حدث في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، حيث قامت قيادات المجلس العسكري بالسيطرة على السلطة وإعتقال عدد من الوزراء والسياسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأدى الإنقلاب إلى : تعليق الدستور، حل الحكومة، إعلان حالة الطوارئ، إغلاق الحدود، قطع الإنترنت في ظل ردود الأفعال الدولية كانت خجولة لم تحدث شيء في مواجهة الإنقلابين الذي وصفوا الأمر حينها بتصحيح مسار الحكم في السودان.
اليوم، نستذكر تضحيات الأبطال الذين سقطوا في تلك الإحتجاجات، ونشكر روح المقاومة التي ميزت الشعب السوداني ويجب أن نستمر في مسيرة التغيير، من خلال تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد.
نحن نأمل أن يكون السودان في المسار الصحيح نحو الأستقرار والإزدهار، وأن تظل ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة مصدر إلهام للشعوب التي تسعى إلى الحرية والعدالة.
عاشت ديسمبر المجيدة والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار وعاجل الشفاء للمصابين على أمتداد الوطن.