قطع الإجماع المحلي والإقليمي والدولي جل الشكوك حول مرامي هذه الحرب، ليسد الطريق أمام أحلام جماعة الإخوان المسلمين ونخبة دولة 56، وتوهمهم بالعودة السلطة مجدداً عبر البندقية رغماً عن أنف الشعب السوداني والمجتمع الدولي، اللذان لفظاها إلى غير رجعة، لما يحمله تاريخ تلك الجماعة من مجازر ومحارق مايزال يدفع ثمنها الأبرياء والعزل من أبناء هذا الوطن.
ولكن بالمقابل ترك ذلك الإجماع الجيش في العراء كالمجنون يتخبطه الشيطان من المس، لتتكشف للجميع حقيقة هذا الجيش بأنه ما إلا مجموعة من اللصوص والسفاحين، هدفهم سرقة خيرات هذا البلد تحت غطاء الدولة والتنظيم، وإباحة دم كل من يقف في مواجهتهم لإيقاف جرائمهم بالبندقية – أتحسر – جداً على حال تلك المؤسسة وما آلت إليه بسبب جماعة الإخوان المسلمين، جعلوا سيرتها من أقذر السير التى تجرى على لسان المواطن السوداني.
وعلى الرغم من الفضائح اليومية التى تكشف ماحاق بتلك المؤسسة من طيش وخبل، مايزال دعاة الحرب من الأبواق الإعلامية والنشطاء والطبالين والشخصيات الغوغائية المعرفة وغير المعرفة على السوشيال ميديا يزينون جرائم الجيش ووصفها بالإنتصارات كذباً، محصلتها الحقيقية مزيد من الدماء لأبناء هذا الشعب، دون أن يرف لتلك الأبواق وقادة الجيش جفن جراء مايقاسيه حاضر ومستقبل السودان.
لم يعد بالممكن البكاء والنحيب على مافات، فقد جفت المقل، ولم تعد البيانات والإدانات والإستنكار يحرك ساكناً، لعدم إختشاء وحياء من يتلذذون بدماء وعروض حرائر السودان، بحثاً عن نصر زائف بإشانة سمعة نساء الوطن، العشم في لفت نظر نظر قادة الجيش الحاليون لمعاناة الشعب السوداني لم يعد ممكناً، فقد جرفهم تيار المؤامرات ومماحكات الإسلاميين بعيداً عن محنة وطيبة وأصالة هذا الشعب المتنوع والمتعدد.
أملنا في رب العزة لاتحده حدود، وثقتنا في الأشاوس وقائد ركب التغيير عمياء؛ لكننا رغم ذلك ننادي ونطالب بضرورة إعلاء صوت الحكمة وإقتفاء سبل الرشاد لإنقاذ تلك المؤسسة من سيطرة الكيزان ونخب دولة 56، وأجدد دعوتي للوطنيون الخلص و الأحرار من منسوبي تلك المؤسسة بضرورة الإلتفات والوقوف لأمر إنسان هذا الوطن وإنقاذ الجيش من وحل الحضيض الذي أدخلته فيه مجموعة من شرذمة الحركة الإسلامية، تضليلاً من مجموعة من المنتفعين همهم المصلحة الشخصية على حساب الأبرياء؛ كما أجدد دعوتي لكل مواطن سوداني يهمه أمر هذا البلد بضرورة العمل على إنقاذ هذا الجيش من ورطة حرب جماعة الإخوان المسلمين للعودة للسلطة، بالإتحاد وإعلاء صوت السلام على صوت الحرب؛ لن تنتهي والأوجاع والإحن مالم يتم فصل العمل السياسي والعسكري داخل تلك المؤسسة، بإبعاد وعزل القيادة الحالية وكل من يمثل المؤتمر الوطني متدثراً بالبذة العسكرية، سواء كان ذلك بتوحد أبناء هذا الشعب حباً وإخلاصاً لتراب هذا الوطن، إما بصلابة وشجاعة أبناء الهامش العريض “أشاوس” الدعم السريع، فإن كان هنالك بصيص أمل فـ أنقذوا الجيش وما تبقي من رحى هذه الحرب.