رأي

(جبريل ، وزير مالية الشظف والجوع ، يحتفل الاحد بذكرى أكتوبر بعشاء فخم في صالة Widdi للأفراح بنيويوك). 

عبدالرحمن الأمين

تتكتم رابطة أبناء دارفور علي المبلغ الذي سيدفعونه لقضاء 5 ساعات مع وزير المالية جبريل إبراهيم يوم الأحد القادم في أرقي صالات المناسبات والأعراس في مدينة نيويورك.

أكثر ما يلفت النظر تضاد بهرجة العشاء مع مآسي الحرب ومعاناة أهلنا في الحصول علي الحقنة واللقمة . لذلك ، قررت رابطة دارفور التكتم التام علي حجم ماتوفر لها من أموال لحجز الصالة الفخيمة ومصدر وكيفية حصولها علي التمويل الضخم الذي سيتم صرفه . تعتبر صالة ودي Widdi Hall من أكبر صالات المناسبات في مقاطعة بروكلين ، أحد المكونات الخمسة لمدينة نيويورك .
ولتخيل المبلغ الاجمالي لفاتورة الخمسة ساعات ( من 6-11مساء ) فان كل البنود اللوجستية يتم حسابها بشكل منفصل . فتكاليف الايجار للصالة ، لوحدها ، وفاتورة البوفية ، يتم حسابها بعدد المدعوين أما جراج السيارات فيسدد من عدد السيارات الداخلة . وحتي الصالة ليس لها سعر واحد ويتم التعاقد بالاتفاق علي سعر إيجار خاص بحسب اليوم من الأسبوع وعدد الساعات اذ يتضاعف ذلك السعر في عطلة الاسبوع ( الجمعة ، السبت والأحد وهي أغلي الايام ).
أكد عدد من النشطاء السودانيين. الأمريكيين تدفق الكثير من الاموال المشبوهة في أوعية النشاط الكيزاني في مدينة نيويورك مؤخراً . ويشيرون كمثال لتلك النشاطات الممولة من جيوب خارج أمريكا ، بما تم صرفه لحشد حوالي 63 فرداً يوم 26 سبتمبر الماضي ليستقبلوا البرهان والهتاف للحرب . وقد تأكد ان معظمهم تم ترحيله جواً من ولايات بعيدة !

سوف يتواجد جبريل إبراهيم ” بدنياً” يوم الاحد القادم ، 27 أكتوبر 2024 في مدينة نيويورك ،وسوف يتناول العشاء ويتحدث في صالة مؤجرة خصيصاً له ولحاشيته لمدة 5 ساعات !
لن يستوقفك تزامن زيارة جبريل لنيويورك مع تواجد مني اركو مناوي في باريس ، فرحلات “التسوق ” السياسي امر معتاد كلما ضاقت الامور في الداخل .
لكن ما يستحق التأمل حقاً هو عنوان المحاضرة نفسه . فبعد العشاء سيخاطب جبريل الحضور وموضوعه سيكون ♦️السودان في ظل الحرب : إستراتيجيات الإعمار والتعافي ♦️!!!!
عنوان مثل هذا يجافي بلا شك الواقع المفجع لبلادنا . فهذا العنوان ” الاستباقي ” الذي يتحدث عن الأعمار ، يدل علي الطريقة المبتذلة في توظيف النفاق والتدليس وانعدام الخلق والضمير .
كيف يستقيم عقلاً أن يتجرأ وزير. ماليتنا ، الذي لا يجد ما يسدد به مرتبات البند الثاني في الميزانية العامة، ان يحاضر المستمعين عن استراتيجيات للإعمار والحرب مشتعلة ومتمددة بلا أفق او تصور او سقف لتوقفها ؟ .
كيف يتجرأ وينطق كلمة (إعمار ) أصلاً !! فهذه الكلمة تشير ، لغة وفقهاً إقتصادياً ، لفعل يتم فيه البناء ، الذي من البديهي ان “يعقب” التكسير والتحطيم والتدمير . فالترميم يجري لما تم تدميره وليس أثناء ما يكون التدمير فعل مضارع مستمر .
فهذه الحرب التي اشعلوها مستمرة ،
والرقعة الجغرافية التي يتحدث عنها ليست السودان ، بل خرقة من ثوب جغرافي يحترق كان اسمه السودان ويدار من الخرطوم ! جبريل إبراهيم خالي الجراب من الأفكار والأموال ، وخالي العقل من المعرفة بالاقتصاد الكلي يتحدث عن استراتيجية للإعمار بعد ان تجشأ من باربكيو الفراخ ، وتجريد لحم خاصرة العجول New York strip loin steak والروبيان والبهارات اللاتينية …
“أبكي يابلدي الحبيب”

 

عبدالرحمن الامين
aamin@journalist.com
واشنطن 23 أكتوبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى