الهجمات السيبرانية تستهدف الصحافة المستقلة
أمستردام : راديو دبنقا
قالت إدارة صحيفة سودانايل الإلكترونية إنها احبطت عملية تهـ.كير خطـ.يرة يوم الخميس الماضي أدت إلى توقف موقعها لمدة أسبوع.
وقال طارق الجزولي رئيس تحرير صحيفة سودانايل، في بيان اطلع عليه راديو دبنقا، إن عملية التهكـ.ير هدفت إلى مسح كل محتويات موقعها الإلكتروني لأربع وعشرين عاما مضت مبينا إن الصحيفة تمكنت من إسترداد المحتويات بعد 24 ساعة من مسحها، وأضاف” استطعنا استرداد الموقع مع خسارة محتويات الثلاثة أشهر الماضية”.
وقال إن الصحيفة ظلت تتعرض لحملة شرسة ومحاولات تهكـ.ير متكررة خاصة بعد اندلاع الحـ.رب.
وأوضح إن الموقع تعرض لأربع محاولات كان أخطـ.رها التهـ.كير الخطـ.ير الخميس الماضي الموافق 17 أكتوبر 2024.
وأكد أن الصحيفة ستعلن لاحقاً عن الجهات التي ظلت تستهدف الموقع بعد حصولها على كل التفاصيل من شركة الهوست التي تستضيف الموقع والتي تعمل الان على نظافة وتأمين الموقع.
إستهداف منظم منذ بداية الحـ.رب
وأكد الأستاذ طارق الجزولي، رئيس تحرير موقع سودانايل، أن المنصة الإخبارية ومنذ تأسيسها في العام 2000، أي قبل ربع قرن، تعرضت لأكثر من 30 هجوم سيبراني، غالبيتها خلال العهد البائد مما اضطر المنصة إلى الإنتقال إلى الخارج في العام 2014 والعمل من السويد. ونوه في حديث لراديو دبنقا إلى أنه منذ إشتعال هذه الحرب اللعينة تعرض الموقع لاستهداف منظم، لكن أصعبها كان تهكـ.ير الموقع في صباح الخميس 17 أكتوبر الحالي.
وأوضح رئيس تحرير موقع سودانايل إلى أن التهكير هذه المرة اتسم بالخـ.بث وطال حتى المخدمات التي تستضيف الموقع وعمل على مسح كل بيانات منصة سودانايل على مدى 24 عاما وهي بيانات ضخمة وغنية وتحتوي على دراسات وبحوث ومحتويات مختلفة. وأضاف أن الهجـ.وم قام باختراق الموقع والمخدم الذي يستضيفه وعمل على مسح كل البيانات الموجودة فيه.
وأشار طارق الجزولي في حديث لراديو دبنقا إلى أن إدارة الموقع إعتادت على تخزين المعلومات بشكل أسبوعي الأمر الذي مكن من إستعادة الجزء الأعظم من الأرشيف ما عدا المحتويات التي تم نشرها في الثلاث أشهر الأخيرة التي لم يتم تخزينها في مخدمات بديلة. وطمأن متابعي منصة سودانايل بأن كل البيانات حتى تاريخ 11 يوليو 2024 قد تم استرجاعها، وأنهم سيعملون مع الكتاب والمساهمين بالمحتوى في موقع سودانايل على استرجاع البيانات الخاصة بالثلاث أشهر الأخيرة.
صيغة الإغراق بالزيارات
من جانبه، اعتبر الأستاذ محمد ناجي، رئيس تحرير موقع سودان تريبيون أن الهدف من عمليات التهـ.كير هو توجيه رسالة محددة للجهة المستهدفة ويمكن أن يصل الأمر إلى حد التهـ.ديد. وكان موقع سودان تريبيون قد تعرض لعدد من الهجـ.مات السيـ.برانية آخرها قبل عدة أشهر.
وأوضح الأستاذ محمد ناجي أن موقعهم تعرض للهجـ.وم عن طريق إغراقه باصطناع زيارات تفوق طاقة الموقع المصمم من أجلها بما يوقفه عن العمل. وأضاف أنهم تعملوا على مواجهة هذه الهجـ.مات عن طريق فصل الموقعين العربي والإنجليزي تعن بعضهما بحيث لا تتأثر مجمل أنشطة الموقع في حال تعرضه للهجـ.مات.
كما تمت إستضافة الموقعين المنفصلين في مخدمات ضخمة ذات طاقة إستيعابية هائلة بما يمنح الشركة الموفرة للاستضافة الوقت للتعامل مع التزايد المفاجئ في أعداد الزائرين ورصد الهجـ.مات بشكل مبكر وتفعيل أدوات الحماية لمواجهتها. وربط الأستاذ محمد ناجي تنامي ظاهرة الهجـ.مات السيـ.برانية على المنصات الإعلامية المستقلة مع الهجمات التي يتعرض لها الإعلاميين منذ بداية الحـ.رب.
وأكد رئيس تحرير موقع سودان تريبيون أن الصحفيين يتعرضون لضغوط من طرفي الحـ.رب وبوسائل متعددة، كما قام كلا طرفي الحـ.رب بتجييش وحدات إعلامية مهمتها محاربة كل من يخرج عن الخط الذي يدعو لها أحد الجانبين وهي حـ.رب عنيـ.فة وتستخدم فيها كل الوسائل.
تصيد إحتيالي
وفي تقييمه للهجوم الذي تعرض له موقع سودانايل، نوه خطاب حمد، الباحث في الحقوق الرقمية، في حديث لراديو دبنقا إلى أن المهاجمين قاموا بمسح كل أرشيف موقع سودانايل ما يعني أن المحتوى الموجود في هذا الموقع أو جزء منه يهدد مصالح الجهة المهاجمة وغرضها منع الوصول إلى هذا الأرشيف.
وشدد خطاب حمد إلى أن معرفة الطريقة التي تم بها الهجـ.وم تتطلب فحص الموقع والسجلات الخاصة به، لكن من خلال الخبرات المتراكمة يمكن أن نكيف هذا التهـ.كير باعتباره تصيد احتيالي عن طريق الهندسة الاجتماعية. ورجح أن يكون ذلك قد تم عن طريق استهداف أحد مديري أو مشرفي الموقع وتم العثور على ثغرة في تأمينه.
وأضاف الباحث في الحقوق الرقمية في حديث لراديو دبنقا أنه عن طريق هذه الثغرة يتم إرسال ملف أو رابط ملغوم الأمر الذي يسهل إختراق الموقع.
وأكد أن هذا المنهج استخدام في الإعتداء على حساب حزب المؤتمر السوداني وحساب رئيسه، عمر الدقير، على منصة الفيسبوك. وفي حالات أن يكون المخترق جهة لديها إمكانيات وأموال ويهمها تنفيذ الهجـ.وم فإنها تستخدم إمكانيات أكبر من الثغرات في في أنظمة التأمين الرقمي. والمؤكد في حادثة سودانايل هو أنه تم استخدام ثغرة في نظام التأمين لأحد مشرفي الموقع.