سرعان ماتحولت طنونة المقاومة الشعبية وجوقة الإستنفار إلى نغمة جديدة أكثر ضحكا، بشعار مخجل يكشف حجم الأكاذيب والضلالات الإعلامية التى ظلت تمارسها الحركة الإسلامية مذ أول الحرب وحتى الآن دون حياء، دعاية ودرع جديد يتخذه “الكيزان” في حربهم للعودة للسلطة تحت مسمى قشيب “الخدمة الإلزامية” حملات الترويج والتبرير لجدوى ذلك تبدو أكثر مقتا وسماجة؛ السخرية التى قوبلت بها “الإلزامية” تعد دلالة واضحة ورأى عام يفضح بأن هذه الحرب الشعب السوداني قد نفض يده منها مذ أول رصاصة لعلمه عن أغراضها ودواعيها وتبعاتها وإفرازاتها.
الضلالة الجديدة من رجرجة ودهماء الحركة الإسلامية، تجعل الحقائق مجردة وعارية، كاشفة عن حجم الخداع والكذب طيلة العام ونيف، تارة مايسمى مقاومة وأخرى إستنفار .. الخ .. الخ والكثير من المسميات والخزعبلات لمزيد من إراقة الدم السوداني؛ إلا أنها لم تنطلي ولن تنطلي على الشعب السوداني، بخاصة شبابه الذين يتطلعون لمستقبل مشرق، برغم الأيام الكالحة هذه، وفي ذلك هاهو شباب هذا البلد يلقم دعاة الحرب حجرا، بتنفره وتأففه من الدعايات الرخيصة والحجج الكذوبة لسفك الدماء.
الحملات المكثفة الداعية لضرورة “الخدمة الإلزامية” وتسعى جاهدة لتسويقها بجملة من المبررات، تفضح الحشود التى ظل دعاة الحرب يصطنعونها من الأموال المنهوبة من قوت هذا الشعب، وتؤكد مرارا بأن الصراع في وادي والعقلية المدبرة لأمر الحرب في وادي آخر، بالقطع الحيل والزيف الذي يصطنع ويأخذ شكلا جديدا في كل يوم لن يحقق نصر، ولن يجعل لجيش الكيزان او كيزان الجيش مؤازر أو نصير ولن يجدوا مناصر، فمنذ صبيحة 15 إبريل المشؤوم وحتى اليوم، بل حتى شروق شمس الغد، لن تجد الحركة الإسلامية إستجابة رغم ماترمى به من الأعيب وخدع، بل تتشكف حقيقتها وماتضمره من سوء نوايا لأبناء الشعب السوداني، لا ترى فيهم غير سلالم للسلطة بإراقة دمائهم والتسلق بجماجهم لعرض زائل، أما حياتهم ومعاشهم فيعتبر من آخر غير مهم.
حتى لا نذهب بعيدا عن الدعوة المضحكة، فلنفترض وجب القتال وتحققت شروط الخدمة الإلزامية والهبة، أول سؤال “من يقاتل من؟”، والسؤال الملح الذي يحتاج إلى إجابة عاجلة، أين بنو دعاة “الخدمة الإلزامية” من ذلك .. وماموقفهم منها، سواء كانوا قادة الجيش أو أبواقه من دعاة الحرب، أولم تطلعنا نشرات الأخبار ومنصات التواصل الإجتماعي عن هروب بعض القادة وتهريب أبنائهم الى بلاد ماخلف البحر خشية الحرب ونيرانها؛ كل الدلائل لا تتسق مع واقع الدعوة، فكيف لشاب صاحب عقل في مقتبل عمره وفي ريعان شباب أن يضع نفسه بين فكي أسد جائع نيابة عن كهول ولوا الزحف نحو بورتسودان وبلاد أخرى، تاركين جنودهم تحت وطاة الأسر والقتال والحصار، يعني “إختشى ساي مافي!!”.
التناقض والتضارب في الأقوال والأفعال الذي يمارسه قادة الجيش أسيرى قرارات وفرمانات دواعش الحركة الإسلامية، لن يجد اي رد فعل أو إستجابة أو أي تفاعل من أبناء هذا الشعب ليقينهم التام عن جدوى هذه الحرب؛ فلم الزمان ذات الزمان، ولم يعد بعد الحريق مايخيف أو مايستدعي الإلتزام بقرارات قيادة منقادة، فلا يظن قادة الجيش بأن هنالك من سيهب أو ينتفض في وجه صنيعهم لتعديل تراكمات فشلهم .. وإن كانت هنالك مساحة وصل لإعادة الشعرة التى إنقطعت مابين المؤسسة العسكرية المختطفة من قبل الحركة الإسلامية، فالأجدر إيقاف هذه الحرب العبثية الان، وحظر نشاط الحركة الإسلامية في السودان أي كان شكله وتصنيفها منظمة إرهابية، والعمل على إعادة هيكلة الجيش بما يحفظ حقوق المواطنة والتنوع .. ومن ثم لكل حدث حديث.