تقارير

(تقدم) تكشف عن 4 تحديات تواجه المؤتمر التأسيسي

متابعات : البلاد

وقع 48 حزبا وحركة سياسية ومدنية في الأسبوع الأول من مايو في العاصمة المصرية، القاهرة، على “ميثاق السودان” لإدارة الفترة التأسيسية. وحدد الموقعون أهداف الميثاق هو إنهاء الحرب وإرساء دعائم السلام العادل والشامل والمستدام، والإلتزام برؤية إطارية تمثل قاعدة انطلاق لإنهاء الحرب. ويختلف التجمع السياسي الجديد، عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، حسب مشاركين في التوقيع، في كونه يستهدف توحيد كل الكيانات السياسية دون إقصاء أحد، إلى جانب دعم القوات المسلحة السودانية في حربها الحالية مع قـ.وات الدعم السريع.

من جانبها، تستعد “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) لعقد مؤتمرها التأسيسي في يوم 26 مايو 2024 في العاصمة الأثيوبية، أديس ابابا، وبغرض تجميع أكبر كتلة من القوى المدنية من أجل وقف الحرب واستعادة الإنتقال المدني الديمقراطي وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

أربع تحديات رئيسية

وطالب الدكتور عصام عباس تنسيقية (تقدم) بالتحسب لأربعة تحديات رئيسية ومواجهتها بصورة حاسمة وهي تعقد مؤتمرها التأسيسي. واعتبر في حدي  أن هناك انتقادات واسعة ل(تقدم) وهذا من طبيعة الحياة المدنية التي يستحيل أن تجمع الناس فيها على توافق بنسبة 100 في المائة. لكن التجارب التي مرت بها البلاد في الماضي كفيلة بتحصين (تقدم) من إنقسامات المستقبل وحتى لا يستغلها أعداء المدنية كسبب للإرتداد إلى الدكتاتورية.

إدارة التنوع

وأوضح الدكتور عصام عباس أن التحدي الأول هو تحدي إدارة التنوع وأن كل الديمقراطيات السابقة وكل التكتلات السابقة كان السبب الرئيسي في فشلها هو عدم القدرة على إدارة التنوع. ويفرض ذلك على (تقدم) بناء إستراتيجية وبناء نظم ومدرسة فكرية تستوعب التنوع وتحوله إلى طاقة إيجابية حتى لا يكون طاقة سلبية تخصم من رصيد (تقدم). تنوع مكاني، تنوع عرقي، تنوع ثقافي يدفع ب(تقدم) إلى الأمام وهو أساس للقوة السودانية.

معالجة إفرازات الحـرب

وأضاف الدكتور عصام عباس أن التحدي الثاني تحدي مستحدث ويتعلق بإفرازات الحرب. حيث أفرزت الحرب كل ما هو سيء وقاتـ.ل في المجتمع السوداني حيث ميزت بين السودانيين عرقيا، وبسحناتهم وبأشياء لم تكن موجودة من قبل. في الماضي كان المرشح من بربر يخوض الانتخابات في دائرة في دارفور أو النيل الأبيض ويفوز لأن الناخب لم يكن ينظر إلى أن المرشح ينتمي إلى المنطقة هذه أو تلك القبيلة، بل إلى أيديولوجية وفكر المرشح. ومضى الدكتور عصام عباس قائلا إن هذه الحرب فككت النسيج الاجتماعي، لذلك تحتاج (تقدم) لتفكير خارج الصندوق حول كيفية محاصرة إفرازات هذه الحـ.رب اللعينة.

التوافق على الحد الأدنى

ونوه الدكتور عصام عباس إلى أن التحدي الثالث هو ضرورة التوافق على الحد الأدنى من رؤية الحل للأزمة السودانية بالنظر إلى أن (تقدم) تضم تنظيمات مختلفة ويمكن أن تكون لها رؤى مختلفة حول كيفية إدارة السودان، وكيفية حكمه وكيفية التعامل مع أحلام السودانيين. وهنا توجد خطوط حمراء لا يفترض الاختلاف بشأنها مثل وحدة السودان والديمقراطية ومدنية الدولة وبناء قوات مسلحة قومية تمثل كل السودان كل هذه خطوط حمراء لا يجب الاختلاف حولها. لذلك فإن مهمة (تقدم) تتمثل في بناء توافقات غير مسموح بتجاوزها أو إثارة خلافات بشأنها.

التوافق على سياسة خارجية

ومضى الدكتور عصام عباس في حديثه لبرنامج ملفات سودانية الذي يذاع يوم السبت قائلا إنه لا يمكن اعتبار أن كل أسباب الفشل الذي واجهته التكتلات المدنية داخلية. حيث فشلت بعض التكتلات السياسية بسبب التدخلات الخارجية وكثير جدا من حكومات التوافق السياسي في الماضي انهارت بسبب تقاطع مصالحها مع مصالح إقليمية. بالتالي التحدي الرابع هو أن تتوافق (تقدم) على سياسة خارجية تضمن تماسك هذا الكيان، على الأقل في فترة إعادة تأسيس الدولة السودانية.

إعادة تأسيس الدولة السودانية

وأشار دكتور عصام عباس إلى أن فترة إعادة تأسيس الدولة السودانية تستهدف إرساء قواعد الدولة المدنية الحديثة، قواعد سيادة حكم القانون، قاعدة بناء الجيش الوطني القومي الواحد، إرساء مبدأ المواطنة وعدم التمييز بين السودانيين وبدون تحديد فترة زمنية محددة للفترة التأسيسية. علما بأن صمود (تقدم) خلال فترة البناء التأسيسي هو ضمان النجاح للمرحلة المستقبلية ونصبح محصنين من العودة لأمراض الماضي وارتدادات الانقلابات العسكرية التي تجهض كل أحلام الشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى